2022حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ناصر والسادات من النكسة للنصر!

الأحد 25 من ذي الحجة 1443 هــ
العدد 49538
استكمالا لمقال أمس (23 يوليو)، تلك الثورة التى أسقطت الطبقية، وقضت على الاستبداد، والتمييز، حيث كانت الجماهير واثقة من بطلها (ناصر)، لذا، تحركت معه بوعى، ودون وعى، فى أكثر من اتجاه، بوعى مثل تنفيذ أول خطة خمسية فى الستينيات، وبناء السد العالى ليحمى الفلاحين، وأراضيهم، ويصبح لمصر بنك للمياه، ودون وعى مثل حرب اليمن.. وغيرها مما استنزف الأرواح، والأموال.

ولهذا كان فى مسيرة الثورة نجاحات، وإخفاقات، واندفاعات غير مدروسة، وتلك طبيعة المجتمعات عندما تحركها التطلعات الكبيرة بلا خبرة كافية، ومن هذه الإخفاقات نتذكر هزيمة ١٩٦٧ ، التى عرفت باسم النكسة، والتى أراد بها العدو تقويض تجربة الجمهورية فى مصر، وانكسارها باحتلال سيناء، وإغلاق القناة- مبعث فخرنا العظيم، فشهدنا أهم، وأخلد سنوات الرئيس ناصر قبل رحيله، فى تجربة إنسانية خالدة، تعكس قدرة وعظمة هذا القائد فى تاريخ وطنه، (من ٦٧ إلى ٧٠)، ٣ سنوات رفضت فيها مصر الهزيمة (جيشا وشعبا)، وذهب الجيش مباشرة لحرب الاستنزاف، والشعب بسيناء والقنال للمقاومة بأسلحة قليلة لا تتناسب مع ما تملكه أمريكا، وإسرائيل، وتمت إعادة بناء الجيش، والمؤسسات الأمنية على أحدث مستوى، وعرف العدو قيمة ومعدن مصر وهى مهزومة عسكريا، وأرضها محتلة، وقناة السويس خارج الخدمة، فأدرك أنه أمام أمة لا تُهزم، ولن تقبل احتلال ذرة من رمالها.

وجاء بطل من يوليو اختاره ناصر ليحكم مصر من بعده، وهو يعرف أنه لن يقبل الاحتلال.. جاء السادات وكأنه خُلق لهذا اليوم، فتحمل شدائد الحكم، وصعوباته فى ظل الهزيمة المخيفة، واتخذ قرارات صعبة، وغامر بحسابات دقيقة، وعقل جبار فى الحرب والسلام معا، وأنقذ الجمهورية التى خرج من أجلها عيد ثورة ٢٣ يوليو مع ناصر، ورحل شهيدا، منتصرا.. لم يهزم العدو فقط، بل كل من راهن على فشل الجمهورية.. وغدا نكمل الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى