مصر.. بعد خمس حروب

الأثنين 26 من ذي الحجة 1443 هــ
العدد 49539
استكمالا لمقالىّ أمس، وأمس الأول ( ثورة يوليو) و«ناصر والسادات.. من النكسة للنصر» على التوالى، فإن التاريخ المصرى سيقف مذهولا بعد أكتوبر ١٩٨١ عندما اغتالت يد الإرهاب المتطرف الرئيس أنور السادات وهو على منصة العرض العسكرى احتفالا بنصر أكتوبر.
لم تكن مصر قد أنجزت تحرير كامل ترابها، وكان مسار عملية السلام، التى بدأت فى ١٩٧٩، يتعثر أحيانا كثيرة، ومفاوضات كثيفة، وكأنما من ارتكبوا الجريمة الخسيسة لا يقصدون الرئيس، رغم أنهم أصابوه فى مقتل؛ فقد أرادوا إيقاف عملية السلام، ومنع مصر من تحرير أرضها، ولكن الإصرار المصرى على تحرير الأرض كان باديا فى أقسى معارك الوطن (تحرير كامل التراب، وفتح قناة السويس).
أتذكر فى المعمورة، فى حضور الرئيس السادات فى آخر السبيعينيات قبل رحيله، وصول نائبه حسنى مبارك، وكان الحاضرون هم مؤسسى الحزب الوطنى الديمقراطى مجتمعين للاستماع لرؤية الرئيس حول الحزب الجديد.. تساءل الحاضرون عن مغزى اختيار حسنى مبارك نائبا!، فقال السادات أمام الحاضرين «لقد اخترت لكم من يبنى الوطن ما بعد خمس حروب: ٤٨ و٥٦ و٦٧ و٧٣ وبينها حرب اليمن»، وحروب داخلية ضد الإرهاب متعددة دفع الوطن بسببها الكثير، واحتاج إلى الصبر، والدأب للبناء، والتحول، وهو ممثل لجيل أكتوبر، لذلك علينا أن نتذكر أن «جمهورية» ما بعد أكتوبر، التى قادها الرئيس الاسبق حسنى مبارك، بنت مصر، وأعادت علاقاتها العربية الممزقة، والأهم استكملت تحرير الأرض، بما فيها طابا، بالتحكيم، وارتفع مستوى معيشة المصريين إلى حد ما، ولم نحارب إلا حربا واحدة هى حرب «تحرير الكويت»، وكانت نتيجتها إلغاء ٥٠% من الديون المصرية.
كما نشعر بالأمان فى «الجمهورية الجديدة» التى نعيش فى ظلها الآن، لأنها «جمهورية» تسعى للبناء بعقلية العصر، وتدفع الشعب ليشاركها، ويتحمل مسئولياته، ولذلك كان الله فى عون قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
