منصة بلجراد..!

الثلاثاء 27 من ذي الحجة 1443 هــ
العدد 49540
ليس مصادفة، قطعا، أن يكون احتفال الجمهورية الجديدة عمليا بهذه الروعة، وتلك الرسائل البليغة للعالم من حولنا، وتقديرهم لمصر، ورئيسها، فى العيد السبعينى لثورة ٢3 يوليو ١٩٥٢، وأن يخاطب الرئيس عبدالفتاح السيسى العالم من فوق منبر جامعة بلجراد فى دولة صربيا (وريثة يوجوسلافيا)، وهو الموقع نفسه، الذى خاطب فيه الرئيس جمال عبدالناصر، وزعماء العالم الثالث عالمهم؛ تطلعا إلى سياسة متوازنة بين الشرق والغرب عرفت بـحركة عدم الانحياز.
كانت كلمة الرئيس السيسى فى جامعة بلجراد (الأقدم فى البلقان) أجندة للعالم المعاصر فى التعامل مع التحديات القديمة، والجديدة معا فى عالمنا اليوم وسط اضطرابات عالمية، وحرب ناشبة فى أوروبا أثرت على العالم (روسيا وأوكرانيا)، وعودة الاستقطاب الحاد بين أمريكا، والصين وروسيا من جانب آخر، والأضرار الواقعة على الشرق الأوسط الذى مازالت معظم دوله تعانى الهشاشة، والحروب الأهلية.
خطاب مصر من منصة بلجراد كان شاملا، ومتجددا، فوضع أجندة لخروج العالم من الكوارث التى تلاحقه، خاصة قضية التغير المناخى التى تمثل تهديدا حقيقيا، منوها إلى المؤتمر القادم فى الخريف المقبل بشرم الشيخ، الذى يعكس دور مصر الجوهرى، والذى يهدف إلى وضع العالم على الطريق الصحيح؛ نحو تحويل التعهدات الدولية، والوعود إلى التنفيذ الفعلى على الأرض، وتعاون دول العالم لخفض الانبعاثات، ودعم الدول النامية.
شرح الرئيس السيسى كيف أن مصر اختارت مراعاة القانون الدولى لإدارة الموارد المائية المشتركة، وأن الإطار التفاوضى فى تعاملها مع سد النهضة يستند إلى سعيها لرؤية مشتركة مع السودان، وإثيوبيا، لتأمين أخطار، وتداعيات بناء السد، لأن مصر تؤمن بوحدة الهدف، والمصير بين دول حوض النيل.
ولهذا جاءت الدكتوراه الفخرية من جامعة بلجراد للرئيس السيسى كإحدى مقدمات التقدير الذى يستحقه من المؤسسات البحثية التى تقيس درجات التقدم فى بلادنا وتأثيرها فى العالم، وترجمة صحيحة لتقدير عالمى لمصر تحت قيادته الحكيمة.
