«سبوت».. روح جديدة لصحافتنا

الأربعاء 12 من محرم 1444 هــ
العدد 49555
أسعدنى خبر جميل عن الصحف القومية فى مصر، وهو إصدارها المشترك الجديد، أو تعاونها معا، عبر الهيئة الوطنية للصحافة، فى إصدار موقع «سبوت» (صحافة تواكب العصر)، الذى انتظر سنوات، عقب إنشاء الهيئات الصحفية والإعلامية فى مصر، حتى يرى النور.

أن تدرك مؤسساتنا القومية التغيير الكبير الذى طرأ على عالم الصحافة والنشر الآن بحثًا وراء احتياجات القارئ المتزايدة، وأن صحفنا فى مصر لم تعد تتنافس معا كما كانت فى سنوات ما قبل النت، على جذب القارئ، والتغيير الجديد الذى يتناسب مع العالم الفضائى الجديد هو أن تتعاون، وتتضافر معا فى تغيير المحتوى لتحقيق الهدف السابق ( جذب القارئ)، وهناك فارق بين الاتجاهين، أو الفلسفتين فى العمل، لأن التغيير الإعلامى أنهى التنافس جزئيا بين الصحف، وفرض عليها التعاون المشترك لجذب القارئ، وتحقيق جودة مهنية يُقبل عليها قارئ المواقع الجديدة.

أحيى المؤسسات الصحفية على هذه الخطوة المهمة، وأشكر الهيئة الوطنية للصحافة، ورئيسها المهندس عبدالصادق الشوربجى، الذى أدرك أهمية هذا التغيير الجوهرى فى التطور المهنى الحاصل الآن، ولعلى أذكر مؤسساتنا بأنها فى حاجة ملحة إلى التعاون المشترك فى توزيع الصحف، والمجلات، والكتب، والإصدارات المختلفة، لأن الكثير من المناطق فى القاهرة، والمحافظات لا تصل إليها الصحف، أو تصل بكميات قليلة لا تتناسب مع احتياجاتها، وأن وجود إدارات للتوزيع فى كل مؤسساتنا وسيارات يجعل ضرورة اندماجها حتميا الآن حتى نملك شركة توزيع معاصرة، وقوية تخدم كل المؤسسات، وتصل إلى كل المناطق.

أكاد، من خلال متابعتى، أرى أن أزمة الصحف الورقية أنها لم تغير نظام التوزيع القديم وتتجه إلى الأساليب الحديثة فى التوزيع، والوجود فى المولات، والمحال الكبرى عن طريق الباركود، فالدنيا تتغير ويجب أن نواكب احتياجات المستهلكين.

«سبوت» سوف يكون محتواه متميزا، لأن صحفنا القومية مازالت الأقوى بما تملكه من كتاب، وصحفيين، ومهارات إدارية، وفنية، وخبرات عميقة، وتعاونها معا سيجعلها فى موقع أكثر تقدما فى منافسة الصحافة العالمية.