ماذا يخطط «يمين» نيتانياهو للمنطقة؟!
الخميس 11 من رجب 1444 هــ
العدد 49731
زار 3 مبعوثين أمريكيين منطقتنا بشكل متتابع، ومتسارع، وهم وليام بيرنز، مدير المخابرات، وجيك سوليفان، مستشار الأمن القومى، وأنتونى بلينكن، وزير الخارجية، حيث وضعت حكومة بنيامين نيتانياهو المتطرفة المنطقة على صفيح ساخن، ومتوتر، بل تعدها لحروب واسعة.
لقد أشعل وزراء اليمين الإسرائيلى الأراضى المحتلة، وهيأوا الفلسطينيين لانتفاضة جديدة، أو حرب متجددة فى الضفة، وغزة، وذلك بتصرفات خرقاء فاقت كل الحدود، حيث تتابعت حالة الانهيار منذ بداية العام، ومازالت تداعياتها تتوالى، وأصداؤها فى الشارع العربى، والفلسطينى لم تتوقف.
إن الشهداء الفلسطينيين يسقطون بوتيرة أسرع من المتوالية الهندسية برصاص الجنود الإسرائيليين، وفى مقدمتهم الأطفال، كما تزايدت وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى بتشجيع من إيتمار بن غفير، وزير الأمن الإسرائيلى، وأصبحت يومية، ومتكررة، الأمر الذى يجعلنا نتساءل: من يُشعل الأرض المحتلة؟.. ومن يمهد لحرب جديدة تتطاير نيرانها من منطقة إلى أخرى؟.. ومن يدفع الفلسطينيين نحو الانتفاضة، والخروج حتى على سلطتهم؟.. وماذا يخطط يمين نيتانياهو للمنطقة؟!
إن منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى حلول سلمية فى زمن الحرب بأوروبا (الحرب الروسية- الأوكرانية، والصراع الأمريكى والغربى- الروسى)، ولا تحتاج إلى الراغبين فى توسيع رقعة هذه الحرب ومدها إلى منطقتنا.
كما أن هناك من يحاول تهدئة الأحداث، وهناك من يسعى إلى إشعالها بكل الطرق، ويحاول استغلال أن دول منطقتنا تعانى أزمات اقتصادية حادة متتابعة بعد ما يسمى الربيع العربى، وجائحة كورونا، وأخيرا الحرب الروسية- الأوكرانية.
أعتقد أن هناك حربا، وانتفاضة جديدة يخطط لها اليمين الإسرائيلى المتطرف، وهو ما يدعو للخوف على مستقبل الشرق الأوسط، فيجب أن ينتبه العقلاء لما يحدث، فاشتعال الحرب، أو الانتفاضة فى أى جزء من المنطقة بعد تصاعد الخلاف الأمريكى مع الصين، ونشوب الحرب مع روسيا فى أوكرانيا يجعل حديث النفط، والغاز، والشرق الأوسط كله يعود إلى واجهة الأحداث، والعالم كله يتأثر بما يحدث فى أى جزء به، واشتعال الحرب فى الشرق الأوسط يعنى أن الحرب العالمية الكبرى تمتد إليه، وهنا لابد من وقفة، وانتباه.
