مبدأ نيتانياهو المرفوض..!

السبت 13 من رجب 1444 هــ
العدد 49733
«تكلم حتى نسمعك»، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو قرر أن يتكلم بصراحة، حيث كشف فى آخر حديث للصحافة الأمريكية والتليفزيونات هناك عن مبدأ جديد مختلف كليا (ومرفوض) عن الحل الدولى للقضية الفلسطينية، باعتبارها دولتين لشعبين مختلفين، فقال صراحة إن أزمة إسرائيل مع العرب شىء، ومع الفلسطينيين شئ آخر، وقد أغرته العلاقات التى أقامتها دولته مع دول عربية عُرفت بـ«اتفاقيات إبراهيم»، والتى تمت فى فترة حكم ترامب، وسارت هذه العلاقات فى خط متوازٍ، وليس مرتبطا بالقضية الفلسطينية، أو حتى «المشروع العربى الكبير» الذى أُقر فى قمة بيروت ٢٠٠٢، والذى عرف بـ«المبادرة العربية للسلام»، أى أن العرب يعترفون بإسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية حرة فى الأراضى المحتلة ما بعد ١٩٦٧.
إن العلاقات التى سارت فيها بعض الدول العربية حققت هدفا إستراتيجيا للقضية الفلسطينية؛ هو أن إسرائيل لم تصبح معزولة عربيا، أو فى محيطها، كما كانت تبرر بعدائها المفرط للمنطقة العربية، والشعب الفلسطينى، ولكن يبدو أن إسرائيل استمرأت هذه الحالة العربية التى تمت بالتسامح، والرغبة فى إقامة سلام عربى ـــ إسرائيلى، ولكن هذه «العلاقات الكاملة»، أو ما يطلق عليه «التطبيع الشامل»، مرهون بأن يكون جزء رئيسى منه حركة الشعوب، والمجتمعات العربية، وليس فقط موافقات الدول العربية على السلام ، فهناك سلام، أو علاقات الدول، ولكن الأهم هو علاقات الشعوب، والمجتمعات، وهذا ما لم يفهمه اليمين الإسرائيلى الذى يمثله (نيتانياهو).
أعتقد أن صراحة رئيس الوزراء الإسرائيلى مبعثها تفكير ضيق تصور فيه أن الأوضاع الإقليمية- خاصة حالة العداء المستحكم بين بعض الدول الخليجية وإيران، حيث تشعر هذه الدول بأن إيران تتدخل فى شئونها الداخلية ـــ سوف تستدعى علاقات «عربية ـــ إسرائيلية» بعيدة عن العلاقات الفلسطينية، وحرية الدولة المنتظرة فى فلسطين العربية، وعودة المقدسات الإسلامية تحت الوصاية الفلسطينية، أو الهاشمية الأردنية، وهذا المبدأ، أو الرهان الإسرائيلى خاطئ تماما، لأن الحكومات العربية التى أقامت العلاقات مع إسرائيل لن تستطيع تطويرها، أو تحويلها إلى علاقات مستقرة دون الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى، ودولته المنتظرة.
