2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ماجد عطية.. شيخ المحررين الاقتصاديين!

الأحد 14 من رجب 1444 هــ
العدد 49734
رحل عن عالمنا شيخ مهنى قدير، وصحفى مخضرم (الأستاذ ماجد عطية) بعد ٧٤ عاما قضاها يعلم، ويكتب، ويُرسى أساسا عريضا لمهمة، ومهنة الصحافة المقدسة.

ترك لنا الأستاذ ماجد تراثا، وخبرة، وتلاميذ، وصحفا تقتفى أثره، وتحتفى بمهنيته، وصدقه، وشجاعته، وأسلوبه، وقد كان معلما كبيرا ننسى سِنه، وخبرته وهو يعمل بيننا، وقد كان يعلمنا بحب، وإخلاص، وكان ملما بكل الأبعاد، وتفاصيلها، وزواياها، وما خفى فيها، فهو المتنبئ بسبر الأغوار دوما. الأستاذ ماجد أرسى أساس التحرير الاقتصادى، والمالى فى صحفنا، ومجلاتنا، إبان ظهورها فى السبعينيات من القرن الماضى عبر مجلة المصور التى انتمى إليها فى العقود الخمسة الأخيرة، وكنا نحن المحررين الاقتصاديين نتسابق لنرى الجديد الذى يقدمه فى مجلته الأسبوعية، ونعرف الزاوية التى سيحتفى بها فى قصته الخبرية الجميلة، والمحكمة، والمتكاملة.. وقطعا كنا نحرص على قراءتها جميعا لنتعلم منه، ونقتفى أثره. لقد كان الأستاذ ماجد صاحب تاريخ عريض فى مهنة الصحافة (٣ سبتمبر ١٩٢٨ – فبراير ٢٠٢٣) ٩٥ عاما حافلة لم يتوقف خلالها عقله الكبير عن التفكير والكتابة حتى يومه الأخير منذ أن عينه مكرم عبيد صحفيا فى «الكتلة»، وعندما أُحيل إلى التقاعد من المصور كان يكتب فى صحيفة وطنى بإخلاص، ووطنية مصرية صادقه لا تخلو من الحب، والمشاغبة، وكلاهما جمال أخاذ يضع مصر والمصريين جميعا (مسيحيين ومسلمين) فى مقدمة اهتماماته الوطنية العريضة، ومن هنا اكتسب الأستاذ ماجد محبة الجميع، واحترامهم، فهو صاحب رحلة طويلة فى تاريخ مصر، والمهنة جمعت عصورا مختلفة من الصحافة الليبرالية قبل عام ١٩٥٢ إلى صحافتنا وهى تحت التأميم بعد الثورة، ويعرف ما مر بمصر، ويعيشه بتفاصيله الدقيقة، وعقله الموضوعى الذى يصور كل شيء. إننى رأيت الصحفيين الكبار، ورؤساء الحكومات، والوزراء وهم يحرصون على معرفة رأى الأستاذ ماجد عطية فى مجريات الأمور، وكان رأيه (مكتوبا، أو مطلوبا) محل اعتبار، وتقدير، وتمحيص، لأنه من الآراء المخلصة المحبة للوطن.. رحم الله ماجد عطية صاحب المسار، والرحلة المثمرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى