2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

‏عالم ما بعد  الزلازل والوباء..!

السبت 20 من رجب 1444 هــ
العدد 49740
غضبة الطبيعة يجب أن تخيفنا، كما غضبة السماء يجب أن تهزنا، وبعنف، فاهتزاز الأرض فى شرق المتوسط مخيف، والبعض منا لايزال غير قادر على أن يفيق من تأثير الصدمة، عكس الذين سخروا من الأرواح، ومن بكاء البشر، وأنين الأطفال فى صحيفة «شارل إبدو» الفرنسية، حيث  قالوا «إنهم لا يحتاجون منا لكى يموتوا أن نرسل لهم الدبابات»!!، فى إشارة إلى ضحايا الزلزال الذى ضرب عددا من مدن الجنوب التركى، فإلى أى جنس هؤلاء ينتمون؟!.. إن غضبة الطبيعة والزلازل حينما تحدث لا توقر أحدا، فكلنا فى هذه المحنة سواء.

 لكن عزاءنا هو ما قام به العقلاء الذين بحثوا عن التخفيف من تلك المحنة، وبسرعة فائقة، ولعلنا نقف أمام الإنسانية التى ليست بغريبة، ولا جديدة على بلدنا (مصر)، وترجمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ليس بالمواساة فقط، ومؤازرة الإخوة، والأشقاء فى سوريا، وتركيا، ولكن بمساعدات قيِّمة طبية مباشرة للضحايا، والمصابين، وفرق إنقاذ محترفة لمن هم تحت الأنقاض، حيث تحدث مع رئيسى البلدين بلا حساسيات قديمة، ونفذ بسرعة تعكس ما يشعر به، والمصريون جميعا، نحو أشقائنا فى العروبة، والإنسانية، وكانت طائرتنا للإنقاذ أول طائرة تهبط  مطار دمشق، فى إشارة إلى أن الكارثة تُسقط كل العقوبات، بل تفتح صفحة جديدة محورها «إنقاذ الحياة، وإنهاء التوتر».

 أعتقد أنه إذا لم يكن الوباء الجامح، الذى جعل المدن الكبرى أشباحا، والمطارات بلا حركة حول العالم ما يقرب من عامين (كورونا)- لم يُخف الإنسان فى كل مكان، والذى عاد سيرته الأولى؛ فإن الزلازل كفيلة به، وها هى الأرض تميد تحت أقدام البشر تحثهم جميعا على إنهاء الصراعات، ليس لتتوقف الحروب فقط، ولكن لتلبية احتياجات الإنسان، وتوظيف التقدم العلمى، والتكنولوجى لكى يُنهى من حياة الإنسان المعاصر مثل هذه المشاهد، والأحداث الدامية. 

 إن البشرية فى حاجة إلى أجندة جديدة ضد التغيرات المناخية، وأن تستبق الكوارث الطبيعية، وأن توقف الحروب الإنسانية، لأننا يبدو أمام عالم جديد، وأرض أصبحت إمكاناتها الكافية لا تهزنا، وتضعنا أمام المتغيرات الحقيقية، والمختلفة. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى