2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

القدس من جديد..!

الأحد 21 من رجب 1444 هــ
العدد 49741
اجتماع اليوم فى الجامعة العربية حول القدس جاء فى توقيته، ويحمل إشارات تاريخية، وما يصدر عنه يهمنا جميعا، لأن كل ما يحيط بالمدينة المقدسة يحمل مخاوف، ومخاطر عديدة، وجمة على وجودنا، واستقرار إقليمنا، ولسنا فى حاجة إلى التذكير بمكانة القدس لدى العرب (مسلمين، ومسيحيين)، فهى فى موقع لم، ولن تصل إليه أى مدينة أخرى، لما تتمتع به من مكانة دينية.

أعتقد أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية اليوم تتجاهل قضية القدس وفلسطين، بل تفصلها عن القضية العربية، فيجب على العرب المجتمعين اليوم بالجامعة كلهم أن يقرروا أن الوطن العربى لن يستقيم أمره دون فلسطين، وأنه إذا قُضم الحق الفلسطينى، أو فصل عن العرب، فإننا جميعا سنكون مهمشين فى هذا الإقليم أمام جيراننا، لأن فصل قضية فلسطين عن القضية العربية، وتحويلها إلى قضية قائمة بذاتها- إنما كان نتيجة تدخلات معيبة، وخطيرة، ومقايضات لن تقبلها الشعوب، وأن القدس كمدينة عربية تضمن للجميع حرية العبادة، فيجب الحفاظ عليها، وألا تنهار تدريجيا، لأنه منذ عملت الأمم المتحدة على إقرار التقسيم سنة ١٩٤٧ تحت شعار «التدويل»، فإن هذا الشعار قد بقى نظريا، وأُقر بدون اكتراث بالسيادة الفلسطينية، وتحت شعار «التوحيد» قامت إسرائيل بضم ما تبقى من القدس فى يونيو ١٩٦٧، وشرعت بجهد منظم فى تهويد المدينة، وسلب تراثها الدينى، والحضارى، وطمس معالمه، وإجلاء السكان العرب فى محاولة لفرض الواقع كما فعلت بعد ١٩٤٨ مع كل أهل فلسطين.

يجب على العرب فى لقاء اليوم أن يعيدوا تأكيد مكانة القدس لدينا من جديد إذا كانت الحكومة الإسرائيلية والمتطرفون هناك لا يعرفون ذلك، وأن مستقبل الشرق الأوسط لن يستقيم دون الاعتراف بحق العرب والمسلمين فى القدس الشرقية، وحكمها، والسيادة عليها، وأن يكون ذلك متزامنا مع قيام الدولة الفلسطينية.

إن مركزية القضية الفلسطينية للعرب لم ولن تسقط، ولا مجال للمساومة عليها، وإنهاء سيطرة الاحتلال عليها هدف لا نحيد عنه، وتقديم كل الدعم المادى والمعنوى لكل أهل فلسطين، خاصة المقدسيين، الذين هم فى طليعة حماية مقدساتنا، وهويتنا، بل مستقبل إقليمنا، ومنطقتنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى