صورة مصر فى العريش ودمشق..!

الأربعاء 9 من شعبان 1444 هــ
العدد 49758
وسط عالم صعب ودقيق يمر بانعطافات فى كل قاراته؛ كانت صورة مصر الحديثة الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣ مذهلة لأبنائها وإقليمها معا، سواء فى قلب سيناء، أو دمشق.
لقد أيقظ الحدثان فينا الآمال الوطنية الكامنة، بل الزهو الوطنى العظيم، والاعتزاز بأوطاننا، وأرواح الشهداء، ومستقبل بلادنا.
فى العريش احتفلت مصر بانتهاء الحرب على الإرهاب، وانتقالها إلى حالة جديدة من العمل، والبناء، والتعمير الوطنى لسيناء، أو لنقل مصر الآسيوية، تلك البقعة الأكثر غلاوة على قلب كل مصرى ومصرية، فمن منا لم يفقد غاليا على أرضها، وترابها، بوابة مصر الشرقية، أو تلك البقعة الساحرة التى لا مثيل لها فى عالمنا كله.
كانت حالة الزهو والفخر قد وصلت إلى مداها، ونحن نرى كل آلات ومعدات البناء جاهزة للانتشار فى ربوع سيناء، وقد اصطفت معلنة عن نفسها أنها تسير نحو معركة كبرى هى الأخطر، لأنها بناء، وعبور ثانٍ لمصر على أرض سيناء، بعد أن رُبطت بـ ٦ أنفاق و٧ كبارى عائمة، ولم تعد سيناء معزولة (لأول مرة) منذ إنشاء قناة السويس.
إن الاحتفال بسيناء خالية من الإرهاب مهيب رغم بساطته، وعبرته ساطعة فى وجداننا، بل محفورة لن تضيع، حيث هيأ القائد- الرئيس عبدالفتاح السيسى جيشنا، وشرطتنا لانتصارهما فى معركة مواجهة الإرهابيين، وشد على أيديهم وهم يحرسون هذا الانتصار عبر التعمير.
إن فرحة العمر تخلد فى وجدان المصريين الشرفاء الذين لم ينسوا سوريا، وتزامن مع هذه الفرحة وصول رئيس البرلمان المستشار حنفى جبالى، ووزير الخارجية سامح شكرى لأول مرة منذ ١٢ سنة، لكى يكونوا مع سوريا فى أزمتها، ومعركتها لإزالة آثار حرب طويلة طوقت المنطقة، وزلزال مدوٍ هز كيان كل إنسان فى عالمنا.
أعتقد أن صورة مصر فى تحركها لدعم الأشقاء فى سوريا كسرت حالة العزلة حول دمشق، وفتحت آفاقا جديدة للعمل العربى بين الأشقاء فى منطقة الشام التى عانت طويلا بسبب معارك لم تتوقف.
تحية لمصر فى يوم انتصارها على الإرهاب، ومعركة عبورها الثانى للبناء، والتحامها الإيمانى مع الأشقاء.
