فلاحونا فى الميزان العالمى

الأربعاء 16 من شعبان 1444 هــ
العدد 49765
فى أثناء حوارى مع السيد القصير، وزير الزراعة، كانت لدىَّ قناعة أن مصر تستطيع إنتاج احتياجاتها من الزيوت، لكن سألت الوزير: لماذا تأخرنا فى ذلك؟.. فأجاب: لقد كانت هناك حلقة مفقودة، فإذا أنتج الفلاح الزيوت، فلمن يبيع منتجاته؟!، لأن عملية التسويق كان ينقصها شراء المصانع هذه المنتجات، وإذا قمنا نحن بتوفيرها للمنتجين، أو المزارعين، فإننا نصنع من هذه المنتجات احتياجاتنا من الزيوت، والبقية تتجه لمصانع الأعلاف، وهدفنا هو توفير علف للطيور والحيوانات، أى أن المحاصيل الزيتية توفر لنا العلف والزيت، وهذا ما سوف نحققه للفلاح فى الفترة المقبلة، وقد دخل القطن، وفول الصويا، والذرة، وعباد الشمس مسار الزراعة التعاقدية إلى خريطتنا الزراعية لتوفير مستلزمات إنتاج الزيوت، والأعلاف بقوة، فأزمة الدولار علمتنا أنه من الضرورى تحقيق نسبة وازنة من هذه السلع الحيوية، وتوفير مستلزمات الإنتاج للمحاصيل الغذائية المهمة، وقد وفرنا التقاوى للفلاحين بنوعيات متميزة، وإذا عرفنا أن التقاوى المعتمدة، والحقول الإرشادية سوف تنتشر فى كل ربوع المحافظات، حيث نستهدف توفير هذه الحقول للمزارعين بكل المحاصيل، فهذا يعنى أن ممارساتنا الزراعية سليمة، وذلك لأننا ننفذ أفكار، وأهداف الرئيس عبدالفتاح السيسى، صاحب كل المبادرات، والذى يحلم بغد أفضل لمصرنا الحبيبة، والذى سوف يتحقق على يديه.
سألت الوزير: لقد أحس المواطن المصرى، فى ظل ارتفاع الأسعار، وندرة السلع، أن الفلاح لم يعد كما كان فى السابق؟.. فرد الوزير: هذا ظلم بيِّن، لأن هناك نهضة زراعية لا نحس بها نظرا للزيادة السكانية الضخمة، والفلاح منتج جيد جدا، ومنذ ١٠ سنوات كان إنتاج الفدان من القمح ١٠ أرادب، الآن ٢٠ إردبا، كما أن مصر رقم ٢ عالميا فى الأرز، ورقم ٤ فى القمح، والشارع سوف يحس، ويلمس النمو الاقتصادى إذا كان ٣ أضعاف النمو السكانى.
أعتقد أننا أمام وزير يدرك مفاهيم الزراعة الحديثة بعمق، وينافس المزارعين، وأساتذة الزراعة، كما أنه يحسبها بالأرقام، لأنه محاسب دقيق يريد أن يصبح رقما صعبا فى عالم الزراعة بمصر، ويبدو أنه سيحققه، أو يسير فى اتجاهه بقوة، وفعالية.
