2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

سها جندى..!

الخميس 17 من شعبان 1444 هــ
العدد 49766
فى الوقت الذى ينظر فيه المصريون بالداخل للمصريين فى الخارج بإعجاب وتقدير بالغْيِّن، باعتبارهم أهم خط إنتاج مصرى (على الإطلاق) يلبى احتياجات مصر من النقد الأجنبى، فقد وصلت تحويلات المصريين بالخارج إلى ما يجاوز الـ ٣١ مليار دولار، مما يوفر للدولة ٥ أو ٦ أضعاف حصيلة عائدات قناة السويس، ومتفوقا على الصادرات الزراعية، والصناعية، والخدمية معا، ووسط تداعيات الظروف الاقتصادية العالمية، وتحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار- فإننا نفكر جميعا، وبصوت عالٍ، كيف نحافظ على هذا المورد الحيوى لاقتصادنا؟، وكيف نزيد ثقة المصريين فى الخارج باقتصادهم، وبلدهم، والجنيه المصرى؟

لقد سمعنا فى إحدى جلسات مجلس الشيوخ شخصية مهمة متحدثة لها خبرة وثقة تتحدث عن التنظيم، ودفع المصريين إلى مشاركة وطنهم، عبر فرض رسوم، وضرائب، كان البعض منا يرى أنها زلة لسان خوفا من أن تؤدى باقتصادنا إلى مشكلات، ومخاوف يصعب السيطرة عليها، أو حتى تنظيمها، فى أهم مورد لاقتصادنا من النقد الأجنبى (تحويلات المصريين بالخارج).

لكن السفيرة سها جندى، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، معبرة باسم الحكومة، التى هى أحدث وزيرة انضمت إليها- لم تتأخر، ولم تنتظر حتى الصباح، بل سارعت بالرد فى الوقت المناسب كالقمر الساطع، وبلسان فصيح دقيق، ومحدد، لتوضح الحقائق: أولًا لا تفكر الحكومة هكذا، بل نحن نسعى لربط المصريين فى الخارج ببلدهم بشتى الطرق، ولا نفكر إلا فى كل أشكال الدعم، وأن يشعر المصرى فى الخارج بأن بلده يدعمه فى كل الوقت، وقطعا ليست عينه على موارده، وحصيلة تعبه، وكده فى الغربة، فتحويلات المصريين بالخارج حق، وملك لهم، ولا تتدخل الحكومة فى الحسابات الشخصية للمصريين فى الخارج، أو الداخل معا، وحرص الدولة على التواصل معهم بالسماع لمشكلاتهم يجعلنا نستجيب بالسماح باستيراد سيارة لكل مصرى ومصرية بالخارج بلا جمارك، أو رسوم.

لقد أسعدتنى سرعة استجابة الحكومة، وبراعة الوزيرة سها جندى فى الرد، فكل التحية والتقدير لتوضيحها الذى أراح، وبعث الطمأنينة فى نفوس أبنائنا خارج، وداخل الوطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى