2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

علامات أمريكية على إسرائيل!

الأحد 20 من شعبان 1444 هــ
العدد 49769
عندما تكون العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية متوترة، فإن الأمور ليست على ما يرام فى تل أبيب، ومن هنا فإن العلاقات بين حكومة نيتانياهو وواشنطن تدعو إلى الدراسة، وبدقة، للاستفادة منها فلسطينيا، وعربيا. لا أقصد هنا الملاسنات بين الخارجية الأمريكية وبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلى، وزعيم حزب الصهيونية الدينية، رغم أهميتها، حيث دعا الأخير إلى محو بلدة حوارة الفلسطينية من الوجود، والتى وصفتها الحكومة الأمريكية بتعبيرات حادة إنها بغيضة، وغير مسئولة، ومثيرة للاشمئزاز!، بل إنها دعت بنيامين نيتانياهو، وغيره من كبار المسئولين الإسرائيليين، إلى رفض هذه التصريحات، وإدانتها، باعتبارها نموذجا للكراهية، بل إنها تحرض على العنف!، علاوة على بيان مجلس الأمن الخاص بـرفض الاستيطان الجديد، والذى وافقت عليه واشنطن، التى عبرت خلاله عن القلق، والاستياء حيال استمرار الاستيطان- ولكن الذى نقصده هو الملاسنات بين أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى، واوستن وزير الدفاع الامريكى، ونيتانياهو، فقد وصف بلينكن الإصلاحات القضائية، التى أقرها الكنيست الإسرائيلى، بأنها ضد، وتخترق القيم، والمبادئ المشتركة بين بلدينا، بل إنها تمس حقوق الإنسان، وتخترق المؤسسات الديمقراطية، وتؤثر على مستقبل مجتمع مدنى قوى فى إسرائيل، والتى وصفها نيتانياهو بأنها تدخل أمريكى سافر فى الشئون الإسرائيلية الداخلية. التصريحات الأمريكية ليست الوحيدة، بل سبقتها اعتراضات، ومظاهرات فى الداخل الإسرائيلى، بل إن شركات المعلومات والتكنولوجيا الجديدة بدأت الهجرة من إسرائيل، وقالت فى تصريحاتها إنها بدايات التغيير، والانتقال إلى عصر الديكتاتوريات، وإن هذه ليست بلادنا، وهذه ليست إسرائيل التى نتكئ عليها، أو نعرفها.

هذه هى الجماهير الأمريكية والإسرائيلية نفسها التى أرسلت للخارجية الأمريكية تعترض على زيارة سموتريتش لواشنطن، ولم تستطع الخارجية الأمريكية الاستجابة لها، وأعطته تأشيرة الدخول، ولكن البيت الأبيض أعلن بوضوح أنه شخصية غير مرغوب فيها، ولم يستقبله أى وزير فى الحكومة الأمريكية!، كما نقف، كذلك، أمام رغبة ١٢٠ زعيما يهوديا أمريكيا أعلنوا اعتراضهم على زيارة بتسلئيل لواشنطن، وطالبوا بإلغائها، لأن تاريخه، وتصريحاته تستوجب مقاطعته، وعدم إعطائه منصة فى مجتمعنا للحديث منها لإسرائيل، أو أمريكا، أو العالم. أعتقد أن تلك بدايات مشجعة لمحاصرة التطرف الإسرائيلى أمريكيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى