الأمير طلال..!

الأثنين 21 من شعبان 1444 هــ
العدد 49770
الأمير طلال بن عبدالعزيز أحد أشهر الأمراء السعوديين (١٩٣١- ٢٠١٨) الذين لعبوا دورا أساسيا، وكبيرا فى وضع بنية أساسية للتعليم، وتنمية الطفل، والتنمية المستدامة، والمؤسسية كذلك فى كل ربوع الوطن العربى، وحول العالم، الذى تشهد القاهرة له عرضا مميزا فى مقر الجامعة العربية المفتوحة (التى أنشأها فى مدينة نصر) تحت عنوان طلال.. تاريخ تقرأه الأجيال.
ولأن تاريخ الأمير طلال مر بمرحلتين، الأولى كانت تتسم بتولى مسئوليات وكان عمره، وقتها، صغيرا، فهو الابن الثامن لمؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود، ووزير مالية، واقتصاد، لكن المرحلة الأهم فى تاريخه كانت بعد أن ترك المسئوليات العامة، وبدأ فى إنشاء مؤسسات، وممارسة العمل الإنسانى، وقد احتفلت القاهرة، على هامش معرضه، بمرور ٣٥ عاما على إنشاء المجلس العربى للطفولة والتنمية، والذى أنشأ له فروعا فى كل البلدان العربية، لأنه آمن بأن الطفولة هى صانعة المستقبل، وأننا فى العالم العربى سنضمن هذا المستقبل إذا اهتممنا بالأطفال، وقد سار، رحمه الله، فى هذا المجال الإنسانى، وكان له شأن عظيم، ومحبة كبيرة فى كل البلدان العربية، ونحن هنا فى مصر نتذكر الأمير طلال بالكثير من المحبة، والتقدير، فقد كانت مصر بالنسبة له ليست وطنا ثانيا، وإنما الوطن الأم للعالم العربى، فمنها أُطلقت مشروعات للطفولة، والتنمية لكل دول المنطقة، وكان رحمه الله أول من اهتم بأطفال الشوارع، وترك الأثر الإنسانى فى قيمة العطاء.
إن إرث الأمير طلال التاريخى هو الإرث المستنير، الذى أطلقه ابنه الأمير عبدالعزيز بن طلال فى القاهرة أمس الأول، وهو إرثنا الذى يجب أن نحافظ عليه، وما يضمن لهذا العمل الاستدامة، والاستمرارية أنه مؤسسى.
لقد ذكرنى هذا الإرث ونحن نحتفل بـيوم المرأة العالمى بسيدة مصرية هى الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل (١٨٣٥-١٩٢٠) التى أنشأت جامعة القاهرة على أرضها، وتبرعت بمجوهراتها لتنشئ اعرق جامعة عربية، ويطلقون عليها لقب راعية العلم.
إن إرث مؤسسة الأمير طلال، رحمه الله، علامة بارزة فى كل البلدان العربية يتذكرها أطفالنا الذين أصبحوا شبابا، والتحقوا بهذه المؤسسات صانعة الأمل فى عالمنا.
