أحرار.. حلمى التونى!

الأربعاء 23 من شعبان 1444 هــ
العدد 49772
خطف الفنان المصرى البارع حلمى التونى مشاهديه، أو جمهوره، بل كل المصريين، بثورته المتجددة، أو تنظيمه أحرار.. حلمى التونى عبر لوحاته المبدعة، وإذا أردت أن تتأكد من ذلك فاذهب فورا إلى معرضه بجاليرى بيكاسو فى الزمالك قبل أن ينتهى فى٢٠ مارس الحالى، وراقب لوحاته الثلاثين، حيث لا تخطئ، أو لا تسقط لوحة منها، وإلا فقد خسرت الكثير، وأضعت فرصتك فى التذوق، وحلاوته مع العين، والألوان المصرية الزاهية.
لقد كسر التونى كل الحواجز القديمة بين الناس عامة، أو العادية، وبين المتخصصين، أو محبى الفنون التشكيلية، والجميلة.. جمعهم بريشته العبقرية على مائدته الساحرة فى بوتقة واحدة بمعرض «أنا حرة».
يحررك حلمى عبر اللوحات من الزمان والمكان.. لا يخص النساء، أو الفتيات وحدهما، ولا يجمع محبى الجمال فقط، ولكن يخصنا جميعا (نساء ورجالا)، وكذلك الأطفال، والطفولة البريئة، والجميلة.. هو ليس الجمال فقط، بل هو الجمال الخالص، ويحض عليه.
يدفعنا التونى إلى الحرية بكل أشكالها، وتنوعها، ونمسك فيها، فتتحول إلى تنظيم داخلى قوى فى كل فرد، تُحَرِكُهُ، وتُمْسِكُ به الريشة، وتجسده الصورة قبل أن تطير به، وما بعد ذلك فهو مفتوح له، ولك، يحرر العقل، ويدفعه للتحرك، وتلك هى ثورة حلمى التونى الأخيرة.
تذكرت حلمى عندما جمعت مجموعة مقالات لى حول انتصار أكتوبر العظيم، فرسم لوحة بديعة خطفتها وقلت إنها كتاب حول عقلية المنتصرين.
التونى ملهم، ومجدد، وفنان حقيقى، ومسيرته حافلة، وغنية، وهو ممن يستلهمون مصر .. مصر القديمة، والحديثة، ولا تنضب قريحته، ولا تتوقف ريشته المبدعة، فهو يملك موهبة صناعة الأسطورة، وتجديد الخيال.. صوره تأخذنا فى رحلة غامضة، وعقلك يفكها، ويهضمها.
منذ الستينيات وحلمى التونى يرسم، ويُجَمِّلُ حياتنا، ويجعلها ألوانا زاهية.. لوحاته وُصفت بأنها القصيدة الفصحى البليغة.. أيضا لوحاته الزيتية ترتقى بالألوان المائية، أو الأقلام الشمع، والطباشير، فهى رُسمت لتعيش طويلا.
«أنا حرة» ليست قصة جميلة لإحسان عبدالقدوس فقط، ولكن لوحة بديعة لحلمى التونى.
تحية إلى المبدع الفنان صانع مصر الحرة.
