الملك يترنح..!

الأربعاء 7 من رمضان 1444 هــ
العدد 49786
منذ صعود بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، مع كل أشكال اليمين المتطرف الذين تجمعوا فى حكومته الأكثر تطرفا فى تاريخ الدولة الإسرائيلية، أو اليهودية – منذ ٧ عقود حتى الآن – والرجل يرقص على خشبة المسرح السياسى، ولا يتوقف، فحالة الخيلاء، والزهو فاقت الوصف، لكنه لم يبخل علينا بترجمتها للآخرين، وأعتقد أن عقله الضامن كان لا يتخيلها، أو لم يهضمها بعد، لأنها صعبة على الأكل والهضم معا؛ أن يكون مروضا لهذه الأنماط البشرية التى تجمعت فى عقد واحد، لكنه ليس فريدا على الإطلاق، فهو عقد ممزق، ومهلهل، حمل تاريخ إسرائيل، وتطرفها مع الفلسطينيين، والعرب إلى حكومته، وقد وقف الخلق، يهودا وغيرهم، فى الداخل والخارج، يتفرجون ماذا سيصنعون؟.. وإلى أين يذهب هؤلاء بالدولة التى لم يبرح عمرها الـ «٧» عقود؟.. هل يذهبون بعيدا؟، لكن الأمريكيين، ورئيسهم جو بايدن، كانوا يعرفون،
لم يدعوا الراقص الأول، أقصد رئيس الوزراء، قائد المجموعة، أو الأوركسترا الحاكمة فى إسرائيل، لزيارتهم، حيث جرت العادة أنه أول من يصل إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات، وتلاحقت الأزمات والرجل مازال على الحلبة يرقص، وفجأة انفجرت تل أبيب، وما حولها مظاهرات، واضطرابات.. أيها الملك.. لقد انكشفت!، جملة قالها الفيلسوف هرارى.. لقد انكشفت، أنت وراء كل ما يحدث، أنت لست محاطا بمتطرفين، بل أشخاص ضعيفى الشخصية، خرجت الأصوات لتقول لملكها كش ملك.. نحن نقلنا السلطة من الكابينت إلى الشارع، وحكومتك لن تسقط فى الكنيست، لأنها غير موجودة، وسقطت فى الشارع عندما عزلت يوآف جالانت، وزير الدفاع، لتخيف الجميع به، لكنك كنت ترمى وزيرك لتحمى عرشك.. هكذا تصور وهو يرقص، لكنه كان يترنح، وهكذا يسقط الملوك، ليس على المنصات، ولكن فى الشوارع، ولهذا، فإن الإسرائيليين سيتذكرون مشهد مارس ٢٠٢٣، لأنهم يعزفون سيمفونية جديدة.
