2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الطفل شنودة..!

الخميس 8 من رمضان 1444 هــ
العدد 49787
مَن انتزع الطفل شنودة من أسرته يجب أن ينظر لنفسه مليًا فى المرآة، وأن يحاسب نفسه بجدية.. هل هو فعلا إنسان؟!.. هل كان يقبل أن يُحرم طفله منه لهذه الأسباب الواهية؟.. كيف يتم حرمان طفل من أبويه لمجرد شكاية يسودها، أو المشاعر السوداوية تجاه الحياة، والناس بحثا عن ميراث.

طفل وجدته أسرة فى مكان ما فأخذته، وربته سنوات أربع، وكبر فى أحضانها.. عرف الدنيا، واكتسب الحب، والحياة معها، فهل يحتاج إلى تحليل جينى لإثبات الأبوة، أو الأمومة، ومعرفة ما تحت جلده؟!.. وأى قصة متهافتة تجعل الجميع ينشغل بها، وتؤدى إلى حرمان الطفل من أبويه اللذين يكفلانه؟!.. وأى عالم تعيشون فيه، وأى فكر تقاتون يا من تظلمون، وتحرمون طفلا من أسرته.. من الحنان؟!

إن الطفل فى هذه السن غير مؤهل لهذا الحكى الضعيف.. هو مؤهل فقط لأن يكون فى أحضان أسرته.. ومن يحب.. وهى أسرته البديلة التى احتوته منذ أن وجدته حتى يوم خطفه منهم.. فلماذا التأخير وقد تنصلت كل المؤسسات الدينية من هذه الجريمة الشنعاء الظالمة التى تحرم طفلا من أسرته بحثا عن معتقد؟!.. إننى أعتقد أن من فعل ذلك لا قلب له، وظالم لنفسه، ومن حوله، واختفت الرحمة من وجدانه، وكل جوارحه.

يجب إعادة الطفل شنودة إلى أسرته، واحترام طفولته، لأن كل الأديان تحث على حب، وإكرام الأطفال برعايتهم، وتنشئتهم تنشئة سليمة، وليس تعذيبهم، وفرض قوة قاهرة عليهم، وهم الضعفاء إلى الله.

أعتقد أنه إذا كانت ضمائركم يا من فعلتم تلك الفعلة الشنيعة قد ماتت، فإننا ونحن نراقبكم، ونراكم، قد حصلنا على نفس تهمتكم، لأن ضمائرنا، وألسنتنا سكتت عن صراخ الطفل، وبكائه.

إن مأساة طفل واحد هى مأساة لكل أطفالنا، فيجب إعادة الطفل لأسرته حتى تسكن آلامنا، ومخاوفنا منكم يا من ضاعت الرحمة من قلوبكم، والصواب من عقولكم.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى