عين على الخليج..!

الأثنين 12 من رمضان 1444 هــ
العدد 49791
العالم كله الآن فى مختلف القارات- وليس القوى الكبرى (أمريكا والصين وروسيا) وحدها- عينه على الخليج العربى، ليس لأنه منبع الطاقة (البترول والغاز)، وهى السلعة التى لا غنى عنها، والحديث حولها يطول، حيث الطاقة تتغير وتتحول، وسوف تُنتج من الطبيعة (الهيدروجين والشمس والرياح).. وغيرها (النووية)- ولكن لأنه حتى الآن ليس هناك بديل عن هذه الطاقة، فهى الأهم، وأعتقد لسنوات طويلة مقبلة، كما أن الخليج هو منطقة الفوائض المالية، والاستثمارات الكبيرة، والخليجيون يملكون مؤسسات مالية وتجارية تستطيع المشاركة مع أى اقتصادات كبيرة أو متوسطة وصغيرة، فهم لديهم قوة مالية ضخمة، والعالم معظمه الآن يبحث عن الاستثمارات.
وقد زادت أهمية الخليج بدخول الصين للمساعدة فى حل المنازعات بمنطقة الشرق الأوسط، حيث تدعم قضية فلسطين، وشعبها، واستطاعت معالجة أزمة السعودية وإيران.
هذا فى الوقت الذى نشرت فيه مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية تقول إن أوروبا وشرق آسيا مهمان لأمريكا ، أما الخليج فليس كذلك، وقالت المجلة إن الأحداث الأخيرة تمثل فترة ذهبية للولايات المتحدة للانخراط فى إعادة تقييم طال انتظارها لالتزاماتها العسكرية والسياسية فى المنطقة، وإعادة التقييم تعنى الانسحاب، وتستند إلى منظور واقعى جيد يجادل بأن المشاركة العسكرية والسياسية العميقة يمكن تعريفها على أنها مصلحة أمريكية، ولفتت المجلة إلى أن الحال لم تكن كذلك دائما، مضيفة فى السبعينيات والثمانينيات عندما كان نفط الخليج يدير العالم كانت الاقتصادات الصناعية المتقدمة تعتمد عليه، وكان من المعقول أن أمريكا ترغب فى عدم سيطرة أى قوة معادية على المنطقة، وتخلص إلى أن وجود الصين المتعطشة للطاقة فيه مخاطر على المنطقة، وإذا كانت الصين تحاول الجلوس فى مقعد السائق الجيو سياسى فى الخليج، فسنكون حمقى إذا لم نبتعد، ونعد أنفسنا محظوظين.
تلك هى الرؤية الأمريكية للدور الصينى المتزايد فى المنطقة، وأعتقد أن الخليج يملك الآن استقرارا سياسيا، وقوة اقتصادية، ويستطيع أن يلعب دورا ناهضا لقيام منطقة عربية شرق أوسطية قوية.. هذا هو الدور الأذكى، وأعتقد أن قيادات الخليج العربى الشابة تملكه، وقادرة عليه.
