آسر.. والسيد ياسين..!

الثلاثاء 20 من رمضان 1444 هــ
العدد 49799
مسلسل الكتيبة ١٠١ هذا العام هو أيقونة رمضان، ودرة مسلسلات الدراما المصرية لهذا الموسم. يسجل المسلسل تاريخ كتيبة ١٠١، وشجاعة أبنائها، وبطولات أفرادها، وتفانيهم ببذل الدماء فى الدفاع عن مصر، وحبهم للوطن، ورفضهم أن يقع فريسة فى يد الإرهاب الأسود القبيح، وهو عمل فريد، ومميز، وتاريخى، ونبيل، وخالد، يحفظ لنا تاريخ أشجع أبنائنا، لنسترجعه، ونجعله يعيش بيننا حيا، ونتعلم منه ألا نسمح بعودة الإرهاب مرة أخرى، ونتذكر من خلاله دروسا وعبرا متعددة لفترة صعبة، ودقيقة فى تاريخ مصر. نجاح الكتيبة 101 جعلنى أشاهده أكثر من مرة، وفى كل مرة أراه جديدا.. يضيف لى أفكارا، وأبعادا مختلفة، وأتبادل المحبة مع نجومه، وأترحم على أبطالنا، وأعيش الحدث بكل أبعاده وكأنى جزء لا يتجزأ منه، وأشعر بمرارة الإرهاب، ومخاوفه، وتسلطه على الفكر، وكيف استطاعت جماعة إرهابية متطرفة، منحرفة الفكر، والرؤية، التسلط على الوعى، وتجنيد الشباب وراءها، ليقتل بعنف، وضراوة.. جماعة مافياوية أوجدت شعبوية مخيفة مطلقة (الإخوان المسلمين)، وتركناها سنوات تعشش فكرها المخيف، حتى جعلت الكثير منا يجرى خلفها، لدرجة أنها فازت فى صندوق الانتخاب، واُنتخبت رئيسا، وبرلمانا، وفجأة عاد الوعى.. عرف الناس حجم المأزق التاريخى الذى يعيشون، ووقعوا فيه، وانتفضوا لتصحيح أوضاعهم والعودة للحياة من جديد. أعجبنى فنان أسمر، جميل، مصرى الملامح، مملوء ثقة؛ هو آسر ياسين.. أعجبنى عقله، وطريقة تفكيره، وأداؤه الرزين.. شعرت معه، وزملائه أنهم أبنائى.. عرفت أنه حفيد أستاذنا الجليل السيد ياسين، (٣ سبتمبر ١٩٣٣- ١٩مارس ٢٠١٧) أستاذ علم الاجتماع الكبير، والكاتب المرموق، ورئيس ومؤسس مركز الدراسات الإستراتيجية فى الأهرام، ثم صححت معلوماتى (ابن أخيه).. ربطت فى المسلسل مع ما عاش الأستاذ السيد ياسين يدعو إليه فى كتاباته وهو تحصين الوطن، والناس بالثقافة، والتعليم، والانتماء لنحمى أبناءنا من أن يقعوا فريسة لهذه الجماعة الشعبوية المخيفة الفاسدة فى كل نواحيها.
جاء آسر ياسين وزملاؤه، بعد المعركة المقدسة الخطيرة التى خاضها الوطن لتطهير نفسه وأرضه، يحملون ثقافة السيد ياسين، وزملائه، وأبنائه، ليحموا الوطن، ويجذروا الانتماء المصرى، وقوة الوعى بسلاح الفن الرائع.
