شم النسيم..!

الأثنين 26 من رمضان 1444 هــ
العدد 49805
هذا يوم يجمع كل الأشياء، والمعانى الجميلة، وكل العالم الواعى، وجميع الأديان تحتفل به معا، فهو عيد الربيع الثابت فى موعده، والذى يأتى كل عام ولا يتغير، وهو العيد المرتبط بالتقويم الشمسى، فهو منوال وحده، تدور الدنيا وهو ثابت حولها.
لقد جاءنا هذا العام فى العشر الأواخر من رمضان، وهو العيد الذى عرفته كل الأديان.. احتفل به سيدنا موسى مع قومه، وأخذ معنى الشكر عندهم لنجاتهم من فرعون وقومه، أو عيد بساح ونقل للعربية باسم الفصح، وهو الخروج، واحتفل به المسيح وقومه، وهناك معتقدات كثيرة حول هذا اليوم، فهو اليوم الذى قام فيه، وكل الطوائف تجتمع حوله، واختاروه يوم الاعتدال الربيعى، أما أقباط مصر فاعتبروه يوما مقدسا، فهو عيد الربيع دينيا، ومزجوا فيه بين التقاليد الفرعونية والدينية، فجمعوا فيه ما بين البشارة، يُحتفل فيه فى موضعه، والقيامة مباشرة، لتكون لهم الحرية فى تناول ما يشاءون، فجعلوه الاثنين، وهو عيد الأعياد، أو بوتقة تجمعها، حيث يجمع الأديان، والشعوب، والناس، وقد احتفلت به الأمم القديمة من الفراعين، والبابليين، والآشوريين، وعرفه كذلك الرومان، والجرمان، وإن كانت له أسماء مختلفة.
أيضا هو يوم عظيم عظَّمه الأنبياء عليهم السلام، واحتفل بها المصريون القدماء، والمحدثون، وتأثر به المسيحيون، واليهود، والمسلمون..جمع المُقدس والجميل فيه، وفيه أكل آدم من الجنة، وفيه خرج منها، وارتبط بالتقويمين الشمسى والقمرى معا، وكان ذلك سببا فى اختلاف موعده من عام لآخر، وأصبح فى أيامنا المعاصرة له طقس مختلف، ففى الطعام نأكل فيه الأسماك المملحة، والفسيخ، والرنجة، فماذا سنفعل فى رمضان؟..إننا نراه عيدا كان قوميا، وصار دينيا، أو جمع بينهما للتمتع بمباهج الحياة من أكل، وشرب، وتنزه.. هو يوم للإنسان والطبيعة، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).
