كارتر.. الذى نفتقده!

الثلاثاء 12 من شوال 1444 هــ
العدد 49820
تذكرت عمودا مهما للدكتور عبدالمنعم سعيد عن الرئيس الأمريكى التاسع والثلاثين (جيمى كارتر)، وهو بالنسبة لى من أعظم الرؤساء الأمريكيين فى التاريخ، رغم أنه لم يحكم الولايات المتحدة إلا دورة واحدة (١٩٧٧-١٩٨١)، وهو بالنسبة لمصر والمصريين له وضعية خاصة فى تاريخهم الحديث.
فى عام ١٩٧٨ لعب كارتر الدور الرئيسى فى التوسط بين السادات وبيجين بـكامب ديفيد فى محادثات السلام بين مصر وإسرائيل، وهو الشق الدبلوماسى والسياسى المهم فى تحرير الأراضى المصرية المحتلة بعد ١٩٦٧ (من سيناء حتى قناة السويس) بعد الشق العسكرى الذى تم بالعبور العظيم فى حرب عام 1973، وفى سنوات الثمانينيات كانت معركة مصر السياسية والدبلوماسية ترحب بالانسحاب الإسرائيلى الكامل من الأراضى المصرية، ولم يتبق إلا طابا، التى تمت بعد ذلك بالتحكيم الدولى.
نفتقد كارتر، وسياساته فى ظل صراعات المنطقة العربية هذه الأيام، وفى ظل أزمتين حادتين تعيشهما منطقة الشرق الأوسط الآن (الأولى حرب جديدة فى السودان، والثانية تحكم اليمين المتطرف فى إسرائيل)، وكان للرئيس كارتر موقفان محددان فى مثل هذه القضايا المماثلة، فهو مع الحق، والعدل، والسلام، الأول ساعد فى إنهاء حرب جنوب السودان من خلال مركزه للسلام، والثانى حذر الرئيس الأسبق فى رسالة عام ١٩٨٠ قبل مغادرته البيت الأبيض من وصول المتطرفين فى إسرائيل إلى الحكم هناك، وهذا ما يحدث الآن، وذكر بوضوح لا جلاء فيه أنه يقضى على الحل الوحيد لإنهاء الصراع.
تذكرت كارتر وأن أزوره فى عام ١٩٨٨ لكى أعبر له عن حبى، وشكرى لدوره فى بلدته جورجيا، وأجلس إلى جواره وهو يقود الجرار فى مزرعته، ويعمل بها كمزارع، حيث يزرع الفول السودانى، وهو يتكلم عن المزارعين المصريين بامتنان، ومحبة، وأنهم أمهر المزارعين فى العالم.
تذكرت كارتر الذى يدخل عامه المائة، فهو أطول الرؤساء الأمريكيين عمرا، ويقضى حاليا أيامه الأخيرة، وهو الذى اهتم بنا فى مصر، والشرق الأوسط، وتمنيت أن تكون مصر أول بلد فى العالم يكرم الرئيس الأمريكى العتيد، والمخلص قبل رحيله.
