2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مايو.. والعمال!

الخميس 14 من شوال 1444 هــ
العدد 49822
لشهر مايو خصوصية، ليست مصرية فقط، ولكنها عالمية، ففيه عيد العمال، وهو العيد الذى بدأ باضطرابات عمالية فى إحدى ولايات أمريكا (شيكاغو) عام ١٨٨٦، وبعدها بعامين انتقل إلى أوروبا، لكن بواكير ظهوره كانت مع مئوية الثورة الفرنسية فى عام١٨٩٠، ولكنه لم يأخذ شكل الاحتفال إلى أن تلقفته روسيا السوفيتية وحولته إلى عيد قومى، أى أنه أصبح رمزا للحزب الشيوعى هناك قبل سقوطه، وهو العيد الوحيد الذى بدأ بالاحتجاج ثم تحول إلى الاستيعاب والاحتواء فى كل قارات العالم، فليس هناك اقتصاد، أو قيمة، لأى مجتمع حضارى إلا بالعمل والعمال.

أما فى مصر، وهى بلد قديم فى الاحتفال بالحركات النقابية، والعمالية، فقد كانت بواكير ظهوره مع الحركة النقابية فى عام ١٩٤٢، ثم طُور إلى حركة الطوائف المهنية، وواصل تطوره مع يوليو 1952 بقانون جديد فى عام ١٩٥٩، حيث اتجه إلى نظام النقابة العامة (لدينا الآن 23 نقابة عامة يرأسها الاتحاد العام لنقابات عمال مصر)، وقد ظل الاحتفال بعيد العمال رسميا بخطاب للرئيس جمال عبدالناصر، ثم درج كل رؤساء مصر من وقتها إلى يومنا هذا على الاحتفال بعيد العمال رسميا مع اتحادهم، حيث تحرص الدولة على تكريمهم، وإظهار محبتها لهم كما فى احتفال هذا العام، أما فى عالم اليوم، فإن احتفالات العمال تغيرت جدا، وأصبحت لكل دولة طريقة خاصة بها للاحتفال، فمثلا فى الصين يتم الاحتفال عبر إقامة الكرنفالات، حيث يخرج العمال بالطبول، وعلى أنغام الموسيقى يحتفلون بإنتاجهم، وتقدم اقتصادهم.

إننى أتطلع فى مصرنا الغالية إلى أن يكون عيد العمال فى مايو المقبل ليس رسميا فقط، بل جماهيريا، وعاما، بأن يحتفل كل مصنع، وكل مزرعة، وكل مستشفى، وكل مؤسسة إنتاجية، أو خدمية (خاصة أو عامة)- بما حققه العمال بها من تفانٍ، وأداء جيد، وتركيز فى العمل لمصلحة وطنهم، وأن تكرم الدولة أفضل مؤسسة، وأفضل عامل، وليس الاتحاد العام لنقابات العمال فقط، فكلنا عمال ،كلُ فى مكانه.. وكل عام وكل مجتهد فى بلدنا بخير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى