الأَخَوَان «بكرى»..!

الثلاثاء 26 من شوال 1444 هــ
العدد 49834
ذهبت لتعزية الأخ الأكبر مصطفى بكرى فى رحيل شقيقه، وعضده محمود- رحمه الله.. الإثنان جمعت بينهما محبة مهنة الصحافة والإعلام، والعمل من أجلها، والدأب الشديد فى إعلاء قيمتها.
كل الناس (قمم السياسة) تتفق، أو تختلف معهما فى الرأى، لكن لا تستطيع إغفال قوة المهنة، وعظمة الدور، وغزارة الإنتاج، والدخول إلى معترك السياسة، وسبر أغوارها، والفوز فى الانتخابات، والتعبير عن الناس، والدفاع عن الوطن، كما أن مصريتهما ظاهرة، وقوية، بل متفردة، فهما من صعيد مصر الذى خلق التمترس، والثقة فيما يفعلان على المسرحين الصحفى، والبرلمانى، وجعل الفلاحين، وأهل المهنة يعتبرانهما رمزيّن لهما، فهما يؤمنان بقوة الدولة، ويعملان على إعلائها، وحفظ الانتماء إليها.
لقد عرفت مصطفى، فهو من جيلى، وفى السنوات الأخيرة لم يكن صاحب صحيفة، أو صحفيا فقط، فهو نائب فى البرلمان لسنوات طويلة..صوت من لا صوت لهم، قوى فى أدائه إلى حد التهور، كما لم يكن مصطفى صاحب الأسبوع فقط، ولكن مؤسسة صحفية تعمل بجهد، وبلا كلل لتسجيل الأحداث، ورصد المعلومات لكل ما حدث فى مصر فى سنوات ما عُرف بـالربيع العربى، أو الفوضى، كما نسميها، وهى معلومات موثقة فى كُتب ستعرف قيمتها الأجيال القادمة، لأنها تحمل تاريخ ووقائع الأحداث الصعبة التى مرت على مصر بدقة، وحس صحفى بالغ، ومهنية فائقة.
لقد ذكرنى الأَخَوَان محمود ومصطفى بكرى بالأخوين مصطفى وعلى أمين ورصيدهما الوافر، فقد كانت صحفهما مهمة قبل أن تكون مهنة، وأصدرا أخبار اليوم التى تحلق حولها المصريون، ومنها خرج نجوم الصحافة، وقد تميزت صحافتنا المصرية بأدوار الأخوين دائما، ومن أشهرهم اللبنانيان سليم وبشارة تقلا اللذان أسسا الأهرام، وبفضل المبادئ التى أرساها الآباء المؤسسون، وسار على نهجها الأبناء، صرنا نرى الأهرام، والأخبار من أكبر المؤسسات الصحفية فى مصر، والوطن العربى، والعالم، كما نرى كفاح، ومهنية مصطفى بكرى، وشقيقه الراحل محمود فى الصحافة، وفى السياسة يسيران على النهج نفسه.
رحم الله محمود بكرى، وكان الله فى عون مصطفى، ومكنه من مواصلة دوره المهنى الخلاق (الصحفى والسياسى).
