2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

خيرت.. موسيقى حلوة!

الأثنين 16 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49854
عندما غنى الأمريكيون فى البيت الأبيض مصر فيها حاجة حلوة شعرت أن منتجنا الموسيقِى وصل إلى المتلقى فى الغرب، وقد كان المصريون يغنون مع عمر خيرت (فنانهم المبدع) موسيقى خيالية جديدة عليهم، فمنذ موسيقاه التى هزت الوجدان عام ١٩٨3 فى مسلسل ليلة القبض على فاطمة- واصل الموسيقار عمر خيرت طريقه إلى وجدان الناس العاديين.. كل الناس تقريبا تتابعه، من حفلة إلى حفلة، فتندهش لهذا المُوسيقِىِ الذى يصل إلى الجمهور مباشرة دون المُغَنِى.. شىء جديد فى مصر.. علينا أن نتذوق الموسيقى وحدها دون الكلمة.

إذن نحن أمام حدث جديد علينا، أم تغير فى المتلقِى، وهو هنا مايهمنا، حيث الشخصية المصرية تستمتع بالموسيقى وحدها؟.. أى حدث هذا؟..

لقد شاهدنا خيرت أخيرا، وهو ينتقل بجمهوره إلى مسرح القلعة، فى ختام مهرجان الموسيقى، وقد تصدر كل التريندات، وسيطر على العقول، مثل تويتر، وكل السوشيال ميديا، وجمهوره متعلق به ( ١٥ألف مشاهد) فى حفل أسطورى تفوق على كل ما يحدث فى الغرب، وفى دور الأوبرا.. من القلعة المصرية تصدح الموسيقى، والسميعة المصريون متيمون بها.

أى حدث هذا الذى يلفت الناس؟.. فحتى الذين لا يتابعون الموسيقى وقفوا مذهولين.. شىء غريب يحدث فى مصر، وبين المصريين، وأنا ساعتها قررت أن أكتب شكرا عمر خيرت.. حصنت مصر ضد الإرهاب والتطرف، فمن يستمع للموسيقى ويتذوقها ينبذ الفكر الغامض، والجاهل، ويتجه إلى العلم، والبناء، وأن يكون شخصية سوية.

كان طبيعيا أن يحصل عمر خيرت على كل الجوائز، وآخرها جائزة زايد فى الإمارات، فقد جذب جمهور الموسيقى، وجعلنا نهفو إلى الأوبرا، والفنون الجميلة.. جمهور مختلف وجديد أحبه، وكان من الصعب أن يتذوق الأوبرا، فتذوقها عبره.

لقد دخل مؤلف الموسيقى العربى بعالمنا عوالم أخرى.. دخل بنا إلى الكلاسيكية ليجعلها شعبية، ويمزجها بالموسيقى العربية، وينتقل بنا من تعلقنا بالمطرب إلى تعلقنا بالموسيقى وحدها؛ لتصبح لدينا موسيقى خالصة تصل للناس، فماذا نقدم لك أيها المبدع؟.. لأن كلماتنا وجوائزنا لا تكفى، لكنها ما نملكه، وقد منحك الخالق الإبداع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى