«30 يونيو».. الاعتزاز

الأحد 14 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49881
يعتز المصريون بـ «٣٠ يونيو»، و«٣ يوليو»، 4 أيام هزت بلدنا، ورجت الدنيا، وأعادت لمصر روحها، وحافظت على هويتها، ومكانتها، وخرجت من أسر «الإخوان»، ومن حالة الخوف من الدولة إلى الخوف عليها.
لقد واجهت قوة المجتمع الحية (المدنية والعسكرية) الدولة العميقة (التحدى)، وظهر ذلك على مستويين: استعادة الزمام، والنظام، ومستوى الدولة التى ترسخت قواها طوال أكثر من 200 عام.
لقد خطفنى المفكر اللبنانى والإسلامى المستنير، الدكتور رضوان السيد، حقيقة، إلى رؤاه، وفكره، لأنه فى السنوات السابقة على عام ٢٠١١ كان «الإخوان» يمتطون صهوات الأحصنة التى تطارد كل المسلمين المستنيرين إما بالطرد خارج مصر، والهاربون كثيرون، أو قتلهم (فرج فودة نموذجا)، والخائفون من سيطرتهم على ناصية الفكر، والتهديد، والتخويف أكثر.
لكن الدكتور رضوان السيد معنا، ويرى صورتنا بوضوح وجلاء بيّن، ويطالبنا بمشروعين فكرى ودينى، وبالنسبة للمشروع الدينى فإن الدولة تقوم بمهامها فى بناء المؤسسات، وصون السيادة، والمواطنة، أما المشروع الفكرى فإن المفكرين، والمثقفين، والإعلاميين يقومون بحملة لدعم مشروع الدولة الوطنية المدنية، ويكفى أن ندلل، أن مخاوف الإخوان فى الخارج من نجاح مصر جعلتهم يشككون فى كل شىء بهدف إفشال مشروع نجاح الدولة، فقد خاف الإخوان من عملية التنمية فى مصر، ومن تأسيس البنية التحتية، وتنمية موارد البلاد، وإعادة هيكلة مصر علاقاتها العربية، والٌإقليمية، والدولية، حيث يعمل «الإخوان» على إعاقة هذا التقدم بكثير من الشائعات، والأوهام حول العودة.
لكننا نشعر فعلا بأهمية الاحتفاء بالفعل بعقد مر على مصر فى البناء، واستعادة العرب مصر، ومصر العرب، كما يشرح بحماس الدكتور رضوان السيد، ومازلنا ونحن نعايش هذا الحدث، ونحتفى به، ندرك أن مصر الشعب يشعر، وبجدية، بأن الجيش ليس حارسا فحسب، بل هو ضابط، وموازن، وجامع لوعى الأكثرية، ومصالحها، وتلك رسالة إلى كل المتهافتين وراء فكرة من هنا أو هناك، فنحن لدينا قضايانا واهتماماتنا التى نشعر بها، ونحسها ونحن نحتفل بذكرى «٣٠ يونيو» بعد مرور ١٠ سنوات عليها.. شكرا مفكرنا رضوان السيد.. تنتصر الشعوب التى بها مفكرون مثلك.
