لى تشيانج.. وقوس قزح!

الثلاثاء 23 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49890
عندما حطت طائرة السيدة جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، فى مطار بكين، واستقبلت فى رحلتها الأخيرة، التى انتهت منذ أيام، بحفاوة نادرة، وظاهرة من الحكومة الصينية، خاصة المجموعة الاقتصادية الجديدة، ومعها المجموعة القديمة التى تعرف أمريكا جيدا- أدركت أن هناك جديدا يحدث فى الأمور، وتحت الرماد، أو فى المياه الجوفية بينهما، فهما أهم اقتصادين فى عالمنا الراهن.
بعد شهور من الحرب الباردة سياسيا، منذ زيارة نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب الأمريكى، لتايوان، وحادث منطاد التجسس- والتصريحات المتبادلة بين البلدين، والحرب التجارية ساخنة بينهما، وغير معلنة، وبحذر شديد، لكنها حملت حالة يعيشها عالمنا المعاصر (مخيفة) بين اقتصادين لا يستطيعان الفكاك من بعضهما، وحجم التشابك أكبر كثيرا مما هو معلن حتى لدى دوائر كثيرة دولية، وشركات عالمية.
لم تكن زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية تتم إلا بعد حسابات دقيقة، ولم تكن زيارة أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، قبلها بأسابيع، إلا إشارة لبداية الحلحلة، ودخول العلاقات معتركا جديدا، وكانت تصريحات لى تشيانج، رئيس الوزراء الصينى، عن تحسن العلاقات ليست عملا عاديا، فقد قال تحديدا، بعد خمس ساعات من المباحثات، إن المخاوف تتبدد، وإن أمريكا والصين يجب أن يتحاورا، واستخدم تعبير نرى الآن قوس قزح، والرياح والأمطار تبددت! لم يتكلم لى تشيانج عن ماهية قوس قزح الذى رآه، ولم يكشفه، ولكن العقوبات المليارية الصينية التى فرضتها الحكومة هناك على أى شركتين صينيتين تعملان فى الخدمات السحابية حملت إشارات التقدم للشركات الأمريكية، والتعامل على أسس جديدة، كما أن القيود المفروضة ستخفف، والمنافسة ستتغير، بل التعاون فى موضوع المناخ (جون كيرى فى الطريق إلى الصين) على الأجندة السياسية بين البلدين، وهذا الذى حمل بايدن أن يتطلع إلى لقاء نظيره شى جين قريبا لأول مرة بعد اللقاء العابر فى بالى.
أمريكا والصين تعملان معا سرا وعلانية، وعلاقتهما مختلفة جدا، وتحالفاتهما صحيح جديدة، ومختلفة، لكنها ليست بعيدة عن التنسيق، والعمل المشترك.. نظرة بالعمق أفضل من البحث عن شواهد، وسطحيات من هنا أو هناك.
