2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

رسالة دول جوار السودان من مصر

السبت 27 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49894
نجحت مصر فى أصعب، وأدق مرحلة تمر بها الحرب فى السودان، وقبل الانهيار الكامل، وفى توقيت مدهش، ودقيق للغاية، فى حشد دول جوار السودان فى مؤتمر بالقاهرة، وهو بكل المقاييس ــ بعد 3 أشهر على الحرب العبثية التى بددت طاقة السودان، وهجرت السودانيين فى الداخل، والخارج، وفجرت الأوضاع داخله ــ رسالة قوية للسودانيين أنهم ليسوا وحدهم، وللعالم، والمنطقة بخطورة هذه الحرب على الكل، والتى جعلت الأشقاء فى السودان على شفا حرب أهلية طاحنة.

هذه ليست حربا بين الجيش، والدعم السريع أو فصيل متمرد، أو ميليشيات تابعة للجيش، فلو كانت كذلك لكان من السهل إيقافها، ولكن الأطراف المتداخلة تدفعهم دفعا للاستمرار، ونقولها صراحة إن الطرف الخفى، أى الثالث، والرابع..وغيرهما هم الإرهابيون الذين يطلبون السلطة، أو الانفصال، والمناطق المرشحة كثيرة (دارفور، والنيل الأزرق، وجبال النوبة)، وإذا قلنا إنها حرب الكل ضد الكل،أو ما يعرف بالانفجار الكبير فإننا لن نكون مخطئين. لقد أظهرت مصر، ودول جوار السودان أهمية حماية «الدولة المركزية»، وأن انهيارها يشكل وبالًا على المنظومة الجيوسياسية لشرق، ووسط، وغرب إفريقيا بالضرورة.

إن الحقائق الصادمة التى خلفتها الحرب فى السودان لم تقف حائلا أمام دول الجوار، ليس للتدخل فى الشأن الداخلى، أو دخول قوة خارجية للتحكم فى مصيره، وإنما لتكون قوة خيِّرة هدفها وضع حد للحرب، وإنهاء إسالة الدم السودانى، ووجود دول جوار السودان، والاتحاد الإفريقى، والجامعة العربية لا يمنع أن تكون الأمم المتحدة حاضرة لإنهاء الحرب، التى باستمرارها ستخلق أوضاعا إفريقية، وعربية متفجرة، لأن هناك قوى إثنية تدفع المعارك فى الخرطوم، وأم درمان لأن تصل إلى وضع محزن للغاية، بل تجدد القتال فى مناطق كانت عادت لها السكينة.

أعتقد أن مؤتمر دول جوار السودان، والحضور الكامل للزعماء، ومبادرات مصر، بزعامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وإطلاقها حوارا جامعا للأطراف السودانية ــ أعطت أملا جديدا فى إمكان الحفاظ على السودان، وسلامة أراضيه، لكن ذلك يحتاج إلى المتابعة من القوى الدولية الكبرى، والأمم المتحدة، حتى يتم إيقاف هذه الحرب المجنونة، وإعادة السودان إلى مساره الصحيح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى