2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

روح الموسيقى العربية

الأثنين 29 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49896
فناننا الجميل إيمان البحر درويش يتعرض لوعكة صحية، شفاه الله وعافاه ليعود يمتعنا، كما تعودنا منه، فكل البشر يمرضون، ويُشفون بإذن الله..

إنها سنن الكون، والحياة لا تتغير، ولا تبديل لها، والذى يتغير، وسوف يتغير مع الزمن، وتطوراته، هو القيم، والأخلاق، ونواميسها التى نعيش فى ظلها، وعصرنا الراهن الذى تُستخدم فيه كل وسائل الاتصال، أو ما يعرف باسم السوشيال ميديا بكل أساليبها، ومخاوفها، وضجيجها، ودعايتها المسمومة، والجميلة، ونحن جميعا بلا خبرة فيها، أو تعليم، نستخدمها بثقافتنا، وفى الوقت نفسه عشوائيا، وكثيرا بلا تفكير، أو عمق، أو رؤية.

لقد حدث أن ابنة الفنان إيمان البحر درويش نشرت صورة له مؤلمة هزت وجدان جماهيره، بل كل أهل مصر، وسارعت الدنيا لتقف معه، فمحسوبنا جميل بحق، ولا نرضى لمن غنى لنا «محسوبكم انداس…» التى تحكى تراث جده (أبوالموسيقى العربية) سيد درويش، والتى تصور معاناة رجل أجنبى بعد الحرب العالمية الثانية، وما تلى ذلك من الانهيار الاقتصادى العالمى.. أغنية قديمة لها وقع، وحدس، وحس خاص بها جددها إيمان البحر درويش، وأعاد لها الروح، ولقيت استحسان المعاصرين، مثلما فعل بالكثير من أغانى جده سيد درويش، حيث أعاد مصر، والإسكندرية إلى جمال الأغنية، وحلاوة، وروح الموسيقى العربية، وجمالها، التى جددت وجدان الشرق كله، وجعلت المصريين، والغناء المصرى على قمة الطرب والأغنية العربية، بل على مستوى العالم، وأصبحت صناعة الطرب، والأغنية مصرية، كما جعلت، وخلّصت الموسيقى العربية مما لحق بها من ضعف، وترهل، عبر سنين من عدم التجديد، وغياب الإبداع، بل جعلتها تتسابق مع الموسيقى والغناء العالمى الذى كان مقدمة لظهور أم كلثوم، وعبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، ومحمد فوزى الذين ملأوا الدنيا نغما وموسيقى، وكانت وراءهم، وأمامهم عبقرية وفن سيد درويش، وجاء حفيده إيمان ليحمل الراية من بعده، ويغنى، ويجدد تراث جده، واستهوى الناس، وخلب لبهم، وأعادهم إلى نبع التراث، وصفاء الموسيقى، وجمالها وبهائها، فشكرا لكل من تقدم لرعاية إيمان البحر درويش حتى يسترد عافيته- بإذن الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى