مصر.. واقتصادها!

الثلاثاء 30 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49897
من يراقب الاقتصاد المصرى عليه أن يتجه إلى قراءة مؤشرات المستقبل لهذا الاقتصاد، فهذا هو الأهم، حيث لا يهزه، أو توقفه أى أزمة اقتصادية طارئة، ولنبدأ هذه المؤشرات بنجاح برنامج الطروحات الحكومية, الذى يطلق بكل قوة القطاع الخاص فى التنمية، ويضع المسارات الصحيحة للتقدم فى إطار عمل اقتصادى مميز، بمعنى أن أقدامنا على الطريق السريع للتقدم، والنمو المستدام، بل إننا حققنا المستهدف لهذا العام قبل نهايته بستة أشهر، وبحسب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، فإن الحصيلة كانت ١٫٩ مليار دولار، وأنه تم تكليف مؤسسة التمويل الدولية للمساعدة فى برنامج الطروحات، وتمت زيادة عدد الشركات المطروحة من ٣٢ شركة إلى ٥٠، وتلك قفزة إذا وضعناها مع ثورة التشريعات، والبنية التحتية الأساسية للاستثمار الأجنبى، فمصر أصبحت الآن فى مكانة مميزة للغاية.
هذا الكلام معناه أن مصر تضمن لمدة ٣ سنوات مقبلة الوفاء بالتزاماتها من النقد الأجنبى، وسداد ديونها، وهذا بكل المعايير يشير إلى قوة اقتصاد مصر وتجاوزها أزماتها بسرعة فائقة، بل مقدرة، وإذا أضفنا البرنامج الذى أعلنه رئيس مجلس الوزراء لوصول إيرادات العملة الصعبة الدولارية إلى ١٩١ مليار دولار بحلول عام ٢٠٢٦، فإننا نكون فعلا اجتزنا حفرة الدولرة، وأن الجنيه سيعود إلى مكانته، بل أقوى، وأن الدولة تستهدف زيادة الصادرات، والسياحة، وتحويلات المصريين بالخارج، والاستثمارات الأجنبية المباشرة، ومتحصلات قناة السويس، وخدمات التعهيد الخاصة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهذا يعنى قوة الاقتصاد مع الاستمرارية، فموسم السياحة الحالى وصل إلى ١٥ مليون سائح، ونحن سائرون بكل قوة إلى ٣٠ مليون سائح قبل ٢٠٢٦، وإذا نظرنا بعمق سنجد أن أهم الشركات العالمية، وصناديق الاستثمار الإقليمية كلها موجودة فى مصر، ولعلنا نذكر فقط شركة بلاك روك التى تدير الاقتصاد العالمى، والتى زارت مصر، وتفتح مكتبا بها، كتبت أن مصر أفضل الوجهات الاستثمارية فى عالمنا المعاصر، كما أن الصناديق الاستثمارية الخليجية الأربعة الكبرى (السعودى، والإماراتى، والقطرى، والكويتى) موجودة على الساحة المصرية، فنحن الآن فى مصر فى موقع متميز جدا للمستقبل علينا أن نحافظ عليه.
