الفلسطينيون فى العلمين

السبت 18 من محرم 1445 هــ
العدد 49915
اجتمعت الفصائل الفلسطينية فى مدينة العلمين الساحلية المصرية، وهو حدث مهم بلا شك، ولا يمكن التقليل من شأنه المستقبلى. لقد خرج المتفائلون والمتشائمون بتحليلاتهم لهذا اللقاء، وتباينت ردود الفعل إزاء نتائجه، لكن الواقعية كانت تستلزم القول إن اجتماعا لبضع ساعات مع الرئيس الفلسطينى لن يحل المشكلات، والتراكمات، أو إن الفصائل ستخرج ببيان عاجل تقول فيه لقد نسينا ما كان بيننا، لكن المخاوف جاءت سريعة، بل متزامنة، من أحد المخيمات الفلسطينية (عين الحلوة) فى لبنان، حيث تقاتلت الفصائل، وسقطت الدماء، ليس بأيدى الإسرائيليين، وإنما بأيدى الفلسطينيين للسيطرة على حكم المخيم، فماذا هم فاعلون لو كانوا تحت أيديهم دولة، أو حتى حكم ذاتى معتبر؟! لم يقل أحد إن الفصائل وقياداتها عاجزون عن الكلام المعسول، فهم دائما يتكلمون عن الدم، والمصير المشترك، وما أحلى الكلام، بل ما أخونه إذا كان دون عمل، حتى إن إسماعيل هنية تحدث باسم الفصائل الفلسطينية، وهو ممثل «حماس»، فأفاض شرحا فى المرحلة الاستثنائية فى تاريخ القضية، وأنها تتطلب التفكير المشترك، وتشكيلا جماعيا، واتخاذ قرارات استثنائية لكبح جماع المتطرفين، وقد تناسى أنه من الضرورى إبعاد تأثير أى قوة خارجية، حتى لو كانت عربية، أو إقليمية على القرار الفلسطينى، وحماية المرابطين فى القدس، والمنتفضين والمقاومين فى غزة ومدن الضفة الغربية، والكل يرنو إلى الانتخابات الجديدة (تشريعية ورئاسية) المقبلة، وأنها كانت نتيجة ليس القطيعة، بل محاولات الاستمرارية، وتشكيل لجنة من أمناء الفصائل تقوم باستكمال الحوار حول القضايا، والملفات المختلفة، التى جرت مناقشتها بهدف إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، معتبرين أن الاجتماع خطوة أولى ومهمة لاستكمال الحوار، وكعادة الفلسطينيين يبدأون اجتماعاتهم وكأن بينهم قاسما مشتركا يجمعهم، ثم فجأة خرج كل فصيل يقول «لن يعلمنا فصيل آخر كيف سنقاوم المحتل، ونهزم المتطرفين»، ويردد نفس المواقف القديمة التى صنعت الانفصال، ومكنت العدو من كل الفلسطينيين. أيها الفلسطينيون العظام إن قضيتكم أعدل قضية فى الوجود الإنسانى، وهى أهم من كل القضايا، ويجب أن تنتصر، ولكنها بالقطع لن تستطيع الانتصار وأنتم فصائل متناحرة.
