أبناؤنا..والجامعات

الأثنين 20 من محرم 1445 هــ
العدد 49917
بنظرة فاحصة إلى الأرقام سنجد أن مصر دولة عظمى فى التعليم الأساسى (الخاص والحكومى)، وكذلك الجامعى، فأبناؤنا (ملايين الطلاب) الذين خرجوا من شبح الثانوية العامة هذا العام سيجدون فى مصر جامعات أفضل، وأكثر، والتى وصل عددها الآن إلى ضعف ما كان فى عام ٢٠١٤، وذلك، لأن ميزانية وزارة التعليم العالى زادت ١٦٠٪، ولهذا سيكون أمام خريجى الثانوية العامة هذا العام تنوع فى الاختيارات لم تعشه مصر طوال تاريخها، فلقد أصبح لدى مصر ٣٦جامعة خاصة، ومعاهد تقنية، وبرامج تدريبية زادت بنسبة ١٠٠٪ عما كان فى ٢٠١٤، أى أن هناك تنوعا فى هذه الجامعات التى أصبح بها ٢٦٤ كلية مقارنة بـ ١٣٢ كلية عام ٢٠١٤، بل إن هناك تدويلا للتعليم المحلى بشراكات أكاديمية مع جامعات عالمية. كما أن الجامعات الحكومية هى الأخرى وصلت أعداد كلياتها إلى ٤٩٤كلية، بارتفاع ٦٠٪، وبلغ عدد مستشفياتنا الجامعية ١١٥ مستشفى، وهذا يتطلب من طلاب الثانوية العامة أن ينسوا بعض الشىء درجاتهم ويتجهوا إلى تكوين «ملف مهنى» فى الأساس للحصول على وظيفة تتناسب مع شغفهم ورغبتهم، فقد أثبتت الثانوية العامة- التى يجب أن تتغير فى المستقبل لتلائم متغيرات التعليم الجامعى، ومستقبل أبنائنا الخريجين، واحتياجات أسواق العمل- أن الطالب المصرى يمتاز بالذكاء الفطرى الذى يواكبه طموح شديد، وقد استطاعت الحكومة جزئيا ربط التعليم بتكنولوجيا العصر، وربط الجامعات الخاصة بالجامعات الدولية، والتوسع فى إنشاء الجامعات فى ربوع العالم، ورغم ذلك مازال معيار الدرجات هو المعيار الوحيد للقبول بالجامعات، وهو قاصر عن تحديد ميول الطلاب، ومعرفة مهاراتهم، ولنعتمد هذا العام على شجاعة طلابنا، وأسرهم، وذكائهم ليتجهوا فى اختياراتهم إلى الأفضل، وإلى ما يحقق مصالحهم فى سوق العمل لنسبق الزمن إلى أن يتم تحديث نظم مؤسسات التعليم العالى لتتناسب مع القدرة الاستيعابية لمؤسساتنا، والتوسع الراهن، وأن تصبح الجامعة المكان المثالى ليس لتخريج موظفين بل العقل.. يجرى فيها البحث عن أفكار جديدة، وتقديم خريجين يتمتعون بالقدرة على جذب مجتمعهم إلى التقدم فى البحث العلمى الذى يغير الحياة، ويجعلنا من المتقدمين فى كل المجالات.
