قمم العلمين.. وتأثيرها!

الثلاثاء 21 من محرم 1445 هــ
العدد 49918
لم يكن الخيال المصرى يصل إلى أننا فى الحقبة الحديثة، أو العصر الراهن، استطعنا أن ننضم إلى نخب المدن الكبرى من خلال مدينة جديدة بقيمة، وروعة، وجمال «العلمين»، فهى ليست مدينة ذكية فقط من مدن الأجيال المتقدمة، وليست عاصمة جديدة صيفية لمصر، بل أصبحت أرض الأحلام، وعندما تُذكر الآن لا نتكلم عن السياحة، وأنها المدينة الجاذبة للشباب العربي، والعالمي، واليخوت، والرياضات الحديثة، والغناء، والموسيقى الجميلة، وإنما نتوقف أمام الحركة السريعة، والسياسة البارعة التى شهدتها العلمين فى صناعة القرار السياسى العربى، والإقليمى، فقد شهدت المدينة التى لا تنام مؤخرا زيارتين لهما طبيعة خاصة، وتأثيرهما دائما مهم. الزيارة الأولى كانت للشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وفريقه السياسي، والاقتصادي، وهو حدث أعتقد أن دوائر كثيرة عرفت معناه، وقرأته بدقة، وتأثيره فاعل، خاصة أن الزخم العربي، والتعاون الاقتصادي، والسياسى بين مصر والإمارات له فى أذهان المصريين والإماراتيين الكثير، أما الزيارة الثانية، فهى زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة التى تصدرت الصحف، ووكالات الأنباء، ليعرف القاصى والدانى أنه يجرى فى العلمين مباحثات سياسية، واقتصادية رفيعة، ليست على المستوى الثنائى فقط، بل الخليجي، والعربي، والإقليمي، والعالمي. إن الصورة فى العلمين تكاد تختلف كثيرا، لأن القمم العربية المؤثرة ذات المعنى والمغزى المرتقب جاءت متزامنة مع قمة أوروبية أخرى عُقدت بين مصر واليونان، حيث وجد رئيس الوزراء اليونانى الجديد كيرياكوس ميتسوتاكيس أنه من الضرورى أن تكون بواكير أعماله السياسية، عقب انتخابه مع مصر لحماية المتوسط، ودفع التعاون، كما بدأت العلمين موسمها السياسى بقمة فلسطينية مع الرئيس محمود عباس (أبومازن)، وحضرت كذلك الفصائل الفلسطينية، ليعرف الجميع أن فلسطين قضيتنا الرئيسية والأولي، ونحن فى قلبها وأمامها، ونفتح أمام الفلسطينيين باب الوحدة، وطريقا للدولة، والسلام الإقليمي. لقد باتت العلمين شاهدة على التاريخ الحديث، وعلى الدور المصرى فائق الروعة الذى يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعلى مصر التى لا تتوقف عن العمل فى الداخل، والخارج يوميا لمصلحة شعبها، وقارتها، ومنطقتها العربية، وإقليميا، وعالميا.
