مهرجان العلمين

الأثنين 27 من محرم 1445 هــ
العدد 49924
فى العلمين كانت لنا قصة، فقد اجتمع الناس حول تلك المدينة السحرية، وكانت اللغة السائدة هناك هى الفن، وكانت حفلة عمر خيرت (كالعادة) مذهلة، فقد سحرت المصيفين، كما أن رواد الساحل الشمالى شهدوا مهرجان العلمين بروح جديدة.
أعتقد أن كل من فكر فى مهرجان العلمين بهذا التخطيط استطاع جذب الناس، فكل الحفلات كاملة العدد، والفن الراقى، والموسيقى الجميلة هى الجاذبة، ورغم أن المهرجانات يجب أن يكون بها احتفالات فى الشارع (موسيقى شعبية)، فإن الغناء المصرى جذب الناس، وملأ الشوارع، والحفلات كاملة العدد.
لقد ذهبت مع الأسرة إلى إحدى الحفلات، واستمعنا إلى كارول سماحة وهى تتغنى بمصر، فوجدت أن كل الأغانى جذبت الناس، ثم استمعنا إلى بهاء سلطان، صاحب الأغانى الجاذبة للشباب، أما عمر خيرت فكل حفلاته مميزة، ولكن كان مختلفا فى العلمين، وقد اختار مجموعة مميزة من مقطوعاته الشهيرة التى تقول كلها إن فى مصر حاجة حلوة، فالنهضة الفنية فى مصر كانت بارزة فى العلمين، وقد ذكرتنى بأن هناك فيلما كوميديًا يُعرض الآن حقق رقما قياسيا جديدا فى تاريخ الشباك ليصبح الفيلم الأكثر إيرادا، حيث تجاوز حاجز الـ ١٢٠مليون جنيه التى حققها فيلم العام الماضى (كيرة والجن)، هذا الفيلم الجديد الذى دخل السباق هو بيت الروبى الذى يلعب على تيمة الكوميديا، ويقدم فكرة إنسانية معاصرة فى قضايا السوشيال ميديا التى تشغل الشباب، بل كل الأجيال الآن، ويقدم بروح مختلفة عصرية ما يطلق عليه المؤثرون الميديا الجديدة، والتريند الذى يحكمهم ويتحكم فيهم، وما يسببه لهم من مشكلات معقدة، يهربون منها، ويعودون إليها، معترفين بأن مواجهة قضايا العصر ليست بالهروب.
يبدو أن السينما، والسينمائيين المصريين قادمون بقوة إلى العالم.. ينافسون فى المنطقة العربية، فالفن المصرى هو الفن العربى الذى يبحث عنه كل العرب من المحيط إلى الخليج، وليس له منافسون حتى الآن، بل إن المنافسين له يساعدونه على التقدم، وتقديم نفسه، وأعتقد أن مهرجان العلمين الراهن، والسينما الكوميدية قصة نجاح نرفع لها القبعة، ونتمنى أن يلاحقها الجميع فى كل المجالات.
