إفريقيا.. على صفيح ساخن!

الأربعاء 29 من محرم 1445 هــ
العدد 49926
هل يشعر أهل النيجر بالارتياح لأن احتمالات الحرب من جيرانهم فى غرب إفريقيا (الإيكواس) تضاءلت، أم أن الافتقار إلى الإرادة السياسية بين الدول للتدخل، وعجز القيادة، ونقص التمويل قد جمدت الموقف؟!
أعتقد أن النيجر على صفيح ساخن، وليس من السهل أن تنجو، ولكن لا الحرب تنقذها، ولا تجميد الموقف يخرجها من أزمتها الاقتصادية، والحل السريع الآن أن تتفهم دول القارة، خاصة غربها، أن الصراع على السلطة يجب ألا يصل إلى الشعب الفقير بالعقوبات التى فرضت عليه من جيرانه، لأن النيجر تتجه سريعا من الأزمة الاقتصادية، والفقر إلى المجاعة، كما يجب ألا تكرر فرنسا وأمريكا أخطاءهما فى إفريقيا، والتى أدت إلى الوضع الراهن، باستغلال القارة بلا مساعدة لها، فيجب أن يضعا مصالح الفقراء، والمحرومين قبل السلطة، وقبل المعادن التى تُسرق (٧٪ من يورانيوم العالم بالنيجر يذهب لإنارة فرنسا، ولا يحصل أصحابه حتى على فُتات الثمن لكى يعيشوا، وإذا وصل فإنه يصل إلى النخب الحاكمة، والمتنفذة).
كما أعتقد أن إفريقيا على صفيح ساخن، فالحرب فى السودان تجر هذا البلد الإفريقى إلى أسوأ الأوضاع على كل الأصعدة، فهناك أكثر من 20 مليون سودانى بلا مورد رزق، ونحو ٤ ملايين مشرد بلا خدمات، وبلا أمل، والمتقاتلون هناك يبحثون عن الحسم، والحرب التى تدور رحاها فى العاصمة، و9مناطق فى أنحاء السودان هناك اتجاهات لتوطينها، خاصة فى الإقليم المنكوب (دارفور)، ومخازن السلاح تمتد الآن إلى كل أنحاء السودان ( ١٨ منطقة).
كما أن ليبيا على صفيح ساخن، و٣ سنوات بلا حركة.. وجمود، فهناك فئة تسيطر على الحكم، وتطرد الشعب، وتسرق الاقتصاد، والعالم حولها مازال يبحث عن الحل، والإرهابيون فى منطقة الساحل والصحراء فرصتهم كبيرة للسيطرة على هذه المنطقة التى دخلت حيز الفشل الداخلي، والصراع العالمى بين أمريكا وأوروبا من جانب، والصين وروسيا من جانب آخر، فهل هناك مجتمع دولى عاقل، أو إقليمى يمكن التحدث معه بالعقل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أم نحن أمام فرضية اللا حل، أو الحل الإرهابى المخيف، والمفجع؟!
