حقيقة لا صورة..!
السبت 3 من صفر 1445 هــ
العدد 49929
ليست لقطة سينمائية لن تتكرر، وإنما تطور مذهل (شركة دمياط لإنتاج الأمونيا الخضراء بالمنطقة الحرة فى دمياط تحصل على أول رخصة استثمارية رقمية فى مصر، وتصبح شركة مصرية فى ٤٥ دقيقة، ودون تدخل الموظفين).
كانت دولتنا «أم البيروقراطية» فى عالمنا المعاصر، أو دولة الموظفين العظمى، هل تسمح بتأسيس شركات إلكترونيا؟!.. لقد حدث ذلك فى مصر من خطوة بسيطة، ولكن لها ما بعدها، فإطلاق المنصة الإلكترونية لتأسيس الشركات نقلة نوعية كبيرة لتحسين مناخ الأعمال كله، بل تقنينه، أو حوكمته، ورصد الأخطاء، وتطور الأحداث، كما أنه خطوة ضرورية لتيسير الإجراءات، وسرعة إنهائها، وراحة المستثمرين من الجرى وراء الأوراق فى الهيئات المختلفة، وقد كان ذلك توصية من المجلس الأعلى للاستثمار فى مايو الماضى، فى أول اجتماعاته، وها نحن بعد 3 أشهر نرى التوصية حقيقة، وتنتهى إجراءات تأسيس شركة الاستثمار فى ٤٥ دقيقة، وتخرج الشركة إلى النور، وتصبح قادرة على العمل، ثم الإنتاج، وبالطبع تشغيل الناس، وخلق الوظائف، وفتح البيوت، والفرص أمام الشباب، وهى تجربة حية لقدرتنا على تنفيذ القرارات، وهز البيروقراطية الحكومية فى أهم مجالات حياتنا (جذب الاستثمار، والمستثمرين)، لأنه من دونهما فإن بنيتنا التحتية تتآكل، ولا يستفيد المواطن العادى مما يحدث من تطور، ونمو.
أوقن أن مصر قادرة على تحفيز المستثمرين بالمنهج العلمى،لأننا نملك كل مقومات الدولة الجاذبة للاستثمار من موقع جغرافى، وسوق كبيرة، وعدد سكان، وعلاقات دولية، واتفاقيات مع معظم دول العالم، وموقع مصر (عربيا، وإفريقيا، وأوروبيا) مذهل، ولا بديل عنه عالميا، وإقليميا، وسهولة تأسيس الشركات كانت رغبة دفينة، وكامنة لدى كل المستثمرين، وها هى مصر تحققها رقميا، وأعتقد أنها خطوة أكثر من ضرورية لتيسير الإجراءات، وحوكمتها، ومعرفة التأخير، ونقاط الضعف، فإطلاق منصة إلكترونية لتأسيس، وتشغيل المشروعات هدف تحقق للمستثمرين، وهذا ما يجب أن يُستكمل بمزيد من الإجراءات، خاصة فى وزارة المالية، ومصلحة الضرائب، والتى يجب أن تتم إلكترونيا لكى نرصد الأخطاء، ونقنن المعاملات، والقدرة على التمكين، والتقاضى، وسرعته حتى يحصل المستثمر على حقه حال حدث أى خلاف.
