محمد الفايد..!

الثلاثاء 20 من صفر 1445 هــ
العدد 49946
من أصعب الأساطير، أو الظواهر الإنسانية، أن يَخطف مصرى الأنظار فى أوروبا، وأمريكا، سواء كان فنانا، أو لاعب كرة، أو رجل أعمال، أوعالما مبتكرا أو أستاذا جامعيا له شأن فى دوائر الدولة والحكومات هناك.
ظاهرة محمد الفايد تأتى على قمة هذه النماذج الفريدة التى تستحق الدراسة، والفهم بعمق، وتحليل، وأن نسلط عليها الأضواء ليس بالقدح، أو الذم، أو الشائعات، بل المعرفة الدقيقة، والمعلومات الصحيحة، لدراسة مكونات الشخصية، وقوتها، ودورها الفعلى فى الحياة المصرية، والعربية، والعالمية، وكيف صنعت نجاحها فى الخارج بهذا التمكن، وتلك الشهرة الطاغية.
فى ظنى أن ينجح صانع أعمال مصرى فى إنجلترا وفرنسا وسط هذه المنافسة، والحروب الطاحنة؛ فإن هذا حدث فى حد ذاته، وقد فعله محمد الفايد فى البلاد الكبيرة، كما أن مهنة صناع الأعمال فى عالمنا هى أهم، بل أقوى من السياسيين، والاقتصاديين النظريين، وأصحاب النفوذ فى عالمنا المعاصر، فهم يحظون بالرعاية، والمتابعة، والاهتمام الإعلامى، لأنهم صانعو السلع، والخدمات، والوظائف، والمستثمرون، فهم نجوم الاقتصاد الحقيقيون فى عالمنا المعاصر.
لقد قضينا سنوات طويلة من عمرنا المهنى نزور لندن، وتكون وجهتنا «هارودز»، أشهر محلاتها التى يضع الفايد أمام أبوابها رسوما فرعونية تفاجئك وكأنك فى مصر، كما أن هناك جملة يرددها الإنجليز، وكل زائرى لندن (صاحب هذه المحلات مصرى)، وكنا نفرح بذلك، ونشعر بسعادة غامرة، سواء كنا نعرف محمد الفايد شخصيا أم لا.. وهكذا الأمر فى باريس، فهناك الريتز (أشهر فنادقها الذى يملكه محمد الفايد أيضا)، وقد كنا نشعر بأننا نملك مبنيين مهمين فى قلب أوروبا (لندن وباريس).
محمد الفايد رجل أعمال مصرى صنع نفسه فى أوروبا، وقصته تحتاج إلى عقول مصرية تكتبها، وتنشرها فى العالم، حتى لا تسقط مثلها مثل قصص كثيرة لم نهتم بها، ولم نسلط الضوء عليها، لأننا سيطرت علينا أوهام، وأكاذيب كثيرة، وأفكار من قرون قديمة جعلتنا نخاف من أى نجاح، ولا نحترم الناجحين، والمتفوقين منا، حتى ندفع ببلدنا، وكل المصريين إلى تحقيق مثل هذا النجاح، ونكون جميعا مثل محمد الفايد – رحمه الله.
