2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

«أوسلو» اتفاق لا يموت!

الثلاثاء 27 من صفر 1445 هــ
العدد 49953
٣٠ عاما (فترة زمنية ليست قصيرة) مرت على أوسلو، ذلك الاتفاق الفلسطينى- الإسرائيلى الذى لم يُكتب له الاستمرار، كما جاء فى ديباجته التى وضعت جداول زمنية لإدارة الفترة الانتقالية، فقد تعرض لهِزات عنيفة، وفى الأخير تجمد، لماذا؟ لأن بنيامين نيتانياهو، واليمين المتطرف، هدفهم «أوسلو»، وصانعوه (الإسرائيليون، والفلسطينيون)، والمؤسف أن صانعى الاتفاق، أو أبطاله من الجانبين، أو رعاته، بل الزعماء، ماتوا، أو اختفوا من المشهد السياسى، فهل هذا الاتفاق حى أم مات هو الآخر؟!

المتشائمون، أو الذين يحللون بالظاهر، يقولون إنه اتفاق شبع موتا، لكننى من الذين يرون أن أوسلو من الاتفاقات التى لا تصلح للموت، لأنه حقيقة لا يمكن الاستغناء عنها، بل صلبة جدا، ومن الصعب تجاوزها بين الطرفين، أو من العالم، كما أن أوسلو من الاتفاقات القليلة التى لها تأثير على الأرض، فالإسرائيليون، لأول مرة، يعترفون فيه بأن هناك ممثلا للشعب الفلسطينى هو منظمة التحرير، بل إن المنظمة انتقلت، طبقا لهذا الاتفاق، من الخارج إلى رام الله، وأصبحت سلطة للشعب لا يمكن تجاوزها عالميا، أو تهميشها، أو تجميدها إسرائيليا كما يحدث الآن، ولكنه حقيقة لا تسقط بالتقادم، ولن تسقط مادام هناك شعب يقاوم، وأمة عربية لن ترضى بغير دولة فلسطينية على الأراضى المحتلة.

أعتقد أن اتفاق أوسلو هو وحده الذى يصلح للمبادرة العربية التى أُطلقت فى عام 2002 من الجامعة العربية (السلام مقابل التطبيع الكامل مع الإسرائيليين)، فأى علاقات، أو اتفاقات، عقدتها، أو تعقدها إسرائيل مع بعض دول المنطقة تقف فى الصف انتظارا لـ «أوسلو»، أى تنتظر موافقة الفلسطينيين حتى تصبح حقيقة، لأنه لا يمكن تجاوز رغبة الفلسطينيين فى إقامة دولتهم كما نص أوسلو.

صحيح أن إسرائيل لم تستطع هضم أوسلو، لكنها لن تستطيع أن تعيش كدولة لليهود من دونه، فاتفاق ١٣ سبتمبر ١٩٩٣ صلب، وقوى، وهو أول اتفاق رسمى مباشر بين إسرائيل وفلسطين، حيث الكل اعترف بحقوق الآخر التى لا مهرب منها، وسوف تنفذ إن لم يكن اليوم فغدا، لأن إسرائيل لن تعيش فى منطقة مضطربة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى