2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مؤشر المخاطر والكوارث

الأحد 2 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49958
تحمل الكوارث الطبيعية (الزلازل، والأعاصير، والبراكين) تحديات كبيرة، وآلاما لا حصر لها للإنسان، والمجتمعات، بفعل ما تخلفه من أضرار، وأخطار على مستوى الأرواح البشرية، والممتلكات، وسبل الحياة عامة. لكن ما يدعونا للتساؤل أن كارثتىّ منطقة شمال إفريقيا (المغرب وليبيا) من الكوارث المحيرة، كما أشرت فى مقال أمس، وأؤكد ذلك اليوم، فالمغرب ليس منطقة نشطة للزلازل، وليبيا عواصفها ضعيفة، أو متوسطة، والأمر المحير أن منطقة الحوز المغربية (مركز الزلزال الأخير) دائما ما تشهد تحرك صفيحتين أرضيتين بشكل متناقض، ولكن هذه المرة حدث انحدار شديد، ومفاجئ تسبب فى هذه الكارثة، وهذا شىء نادر، ولم يحدث إلا مرتين خلال قرن، أما ليبيا فهى دولة ساحلية، وغالبا ما تتعرض لنوات، وأعاصير قادمة من أوروبا، ومصحوبة بمنخفضات جوية، وكانت أوروبا هى من تشهد ذروة هذه الأعاصير، ولكن الغريب أن تصل هذه الذروة إلى داخل ليبيا، وأعتقد أن ما حدث فى ليبيا التوصيف الدقيق له أكبر بكثير من كونه عاصفة، والأصح أن نطلق عليه إعصارا مدمرا. إذن نحن الآن أمام تغير فى طبيعة الكوارث التى أصبحت أكثر حدة، فطبيعة الأرض باتت مختلفة تماما، وهيئات الأرصاد، والمسح الجيولوجى حول العالم فى حيرة مما يحدث، فالفيضانات، والرياح باتت تأتى فى غير توقيتاتها المتوقعة، ولهذا فإن هناك حاجة مُلحة للاستعانة بخبرات الدول التى تعرضت لمثل هذه الكوارث فى أسرع وقت (اليابان، وأمريكا أكثر خبرة فى ذلك، لأنهما أكثر الدول تعرضا لخطر التغير المناخى)، لأن مؤشر المخاطر العالمية يضع كلا من الصومال، واليمن، ومصر، وليبيا، وسوريا، والمغرب ضمن قائمة الدول الأكثر عُرضة لمخاطر الكوارث الطبيعية، والعواقب السلبية لتغير المناخ، والتى تشمل مواجهة السكان الزلازل، والفيضانات، والأعاصير، والجفاف، ومن هنا فإننى أدعو إلى تعاون إقليمى، وعالمى فى إطار علمى، وقد حان وقت سرعة هذا التحرك لنحد من هذه المخاطر على دول منطقتنا، وأن يكون هناك إنذار مبكر للكوارث، فحماية النظم البيئية، وإقامة الحواجز الطبيعية، كما تفعل مصر على طول شواطئها البحرية، بل النيلية، تخفف من أخطار الفيضانات، والعواصف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى