نصر أكتوبر بعد ٥٠ عاما «1»

الأثنين 17 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49973
الطريق إلى ٦ أكتوبر، وحرب تحرير سيناء، والقناة، وانتصارها المذهل منذ ٥٠ عاما (عيدنا الذهبى)، واقتحام خط بارليف، والعودة إلى سيناء الحبيبة- مرت بمراحل عديدة، فبعد هذه السنوات يجب أن ننظر إلى الصورة من كل الزوايا، وهى أن النصر العسكرى جاء بعد حروب عسكرية متتابعة أنهكت اقتصاد الدولة، وأثرت فى حياة الناس فى كل مكان).
لقد كانت حروب ٤٨، و٥٦، و٦٧، والاستنزاف، ثم نصر أكتوبر ١٩٧٣ العقل الجمعى المصرى الذى أجمع بعد الهزيمة على إزالة آثار العدوان بوضوح، وكان تحقيق الهدف هو المقدمة للنصر (رفضْ الهزيمة فى ٩ و١٠ يونيو ١٩٦٧)، والمتمثلة فى شخص الرئيس جمال عبدالناصر، كانت الرسالة الأولى من المصريين لعدوهم، ومحيطهم العربى، والعالم كله، حيث عاد ناصر إلى رأس الدولة ليكمل المسار، والهدف الذى حدده الشعب، والجيش فى ضميره لإعادة البناء، والاستعداد لحرب شاملة، فما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغيرها، وسنوات ناصر (١٩٦٧- ١٩٧٠) من أعظم سنوات حكمه، وأدقها وضوحا، وقدرة على تحقيق الأهداف من خلال تغيير شكل الدولة، وبناء الجيش الحديث الذى نعيش فى ظله الآن.
كما ظهر قائدان عسكريان معه من الطراز الرفيع هما الفريق أول محمد فوزى (١٩١٥- ٢٠٠٠) القائد الأعلى، وزير الحربية، ومهندس الاستنزاف (١٩٦٧- ١٩٧٣ )، والجنرال الذهبى الفريق أول عبدالمنعم رياض (٢٢ أكتوبر ١٩١٩- ٩مارس ١٩٦٩)، حيث تمثلت قدرة مصر العسكرية فى قوة جيشها، ورفض الهزيمة، ودخول المعركة الجديدة، ولم يكن ممكنا لجيش هُزم أن يدخل معركة جديدة بهذه السرعة، وكان الدخول إعلانا عن قوة مصر، وأنها دولة لا تقبل أن تُحتل أرضها.
إن دخول حرب الاستنزاف كان مصحوبا بنصر عسكرى متتابع مذهل أمام العالم تمثل فى عدة معارك متتابعة أظهرت معدن، وقوة الجيش المصرى العظيم، حيث معركة رأس العش (١ يوليو ١٩٦٧) التى لم تمض أيام على الهزيمة حتى قام ٣٠ مقاتلا من سلاح الصاعقة المصرى بمنع الجيش الإسرائيلى المزهو بنفسه من احتلال بورفؤاد، واضطراره للانسحاب.. وغدا نكمل الحديث.
