2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

النبيل.. لا الملاك!

الثلاثاء 25 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49981
كانت فرصة للمحللين والمتابعين لحرب أكتوبر بعد ٥٠ عاما أن يتابعوا، ويرصدوا قضية اللغز (أشرف مروان)، والحوار الدائر حوله، واستثمارا لهذا الحدث، فإننى أثمن ما طرحه اللواء محمود طلحة بدقة معلوماتية ترصد النتائج، وتحلل، وهو من القادة العسكريين، ومدير كلية القادة والأركان، وكان محور شهادة أن مروان صاحب المعلومة القاتلة، وكان دوره رئيسيا فى خطة الخداع التى أدارها الرئيس أنور السادات بنفسه، والتى أوصلت مصر فى النهاية إلى عبور مدهش، بل تحقيق مفاجأة إستراتيجية.

ولعلى بهذه المناسبة أضيف عددا من المعلومات المهمة أن دور أشرف مروان لمصلحة بلده كان خلال الفترة من ١٩٦٩-١٩٧٤، ثم بعد مبادرة روجرز، وهى المبادرة التى أعلن فيها رئيسا مصر والأردن (ناصر والملك حسين) قبولهما وقف إطلاق النار، ونهاية المرحلة الأولى من حرب التحرير التى وصلت إلى نهاية ١٩٧٣، فيجب على المصريين أن يسموه النبيل، والملاك، وإذا أرادوا أن يسموه اسما فرعونيا فليكن سنوحى، فهو تاريخ، واسم مصرى زرعته القاهرة فى تل أبيب لكى يكون حلقة وصل، وقد تم ذلك بمعرفة، ليس المخابرات المصرية وحدها، ولكن الرئيسين (ناصر، والسادات) ومن بعدهما الرئيس مبارك، والذى اشترك، بعد رحيل السادات، فى قراءة كل الملفات، وانخرط فى استكمال تحرير الأرض، والتحكيم فى طابا لإزالة آثار حرب ١٩٦٧ تماما من التاريخ المصرى.

لقد كان للرئيس مبارك تصريح مهم للصحفيين المرافقين له فى رحلة للخارج، حيث خرج بعد ساعات قليلة من إعلان رحيل، أو مقتل، أو اغتيال أشرف مروان لكى يقول: لقد أدى دوره، وأدى لوطنه خدمات جليلة، وكان هذا التصريح كفيلا بترجمة هذه الأدوار، ومازلت أذكر عندما سألت الرئيس مبارك: كيف أدى دوره؟.. فقال: كان همزة وصل، أو تليفون قبل، وبعد الحرب لاستكمال المهام التى قمنا بها فى الحرب، أو وصل المعلومات الدقيقة التى كنا نريد أن تعرفها إسرائيل.

ستظل قصة زرع أشرف مروان فى تل أبيب لمصلحة المصريين مزعجة للإسرائيليين سنوات طويلة، وهم يريدون أن نريحهم فيها، ولكن هيهات، لأن مروان سيظل صاحب قصة الرواية الواحدة، ونحن على ثقة من أنه أدى دوره بأمانة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى