2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ما بعد «الطوفان»..!

الأربعاء 26 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49982
الأحداث، والأيام، بل الساعات تحاصرنا.. لا يستطيع أحد فى العالم أن يخفى مشهد حرب غزة بين الإسرائيليين وأحد فصائل المقاومة الفلسطينية (حماس) وشقيقاتها.

إن ما يحدث أكبر من حرب، وتداعياته كبيرة، ولأن الحقيقة عندما تبرز تكون مخيفة عادة، حتى على أصحابها، أو صانعها، لم يفاجئنى شخصيا ما حدث، فقد كنت أتوقعه دوما، ومنذ سنوات، فليس هناك جديد على وجه الأرض، ولكنه مثل الموت، نواجهه كل مرة، ولغياب الإيمان، أو الفهم، يبدو لنا جديدا، رغم مروره، فهو «ناموس الكون»، والحياة، وحتى نُقرّب ما حدث لأذهاننا فإنه من المعيب مقارنته بحرب أكتوبر ١٩٧٣ التى كانت بين الجيوش، ولها أهداف سياسية، وتحرير الأرض، وعملية عسكرية، صاحبتها عملية سياسية، وإنما أقرب للذهن، والنتائج، والتداعيات لأحداث سبتمبر ٢٠٠١ فى نيوريورك، وواشنطن، مع الفارق أن الفصيل هنا «مقاوم»، يمثل أرضا محتلة، ومن حقه الدفاع عنها، ولا نستطيع أن ندمغه بالإرهاب، مثل إرهابيى سبتمبر، حتى لو مارس الإرهاب على المدنيين، أو المستوطنين الذين احتلوا أرضه، فهم، بدورهم، مارسوا على الفلسطينيين الإرهاب نفسه، ويرفضون حياتهم، ويحاصرونهم، ويأسرون أبناءهم، وآباءهم بلا محاكمات فى سجونهم، ويحرمونهم من أى أفق سياسى، أو حتى أمل لحل أزمتهم.

أعتقد أن الحدث كبير، إن لم يكن حدث القرن الحادى والعشرين الراهن، فهو كان مُنتظرًا، والكل ينفيه ولا يراه، وهو قادم قادم، لكنه حدثَ وأثبت أنه ليس هناك ضعيف سوف يستمر هكذا، ولكنه الحق الذى يجب أن يعودوا جميعا إليه، وإلى أصحابه، حيث لا يمكن بالقبول بالغطرسة، والتطرف الإسرائيلى، أو الاستئساد الأمريكى المجحف، وغير العادل، وإعطاء إسرائيل صكًا بممارسة العنف، والحماقات، وقتل الأبرياء، وتنتظرون من الأبرياء ألا يردوا عليكم اليوم أو غدا!

إن الالتزام بالقانون الدولى يجب أن يشمل الجميع، فـ«طوفان الأقصى» ليس خطف طائرة، ولكنه جزء صغير من فلسطين تحرك، وله كل الحق فيما تحرك من أجله، أما نيتانياهو، وحكومته، أو أجندته الهستيرية، وهراء بن غفير، وأحزابه المتطرفة فيجب أن يتوقف ليتم منع الرعب القادم على الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى