غزة فى القلب..!

الأحد 30 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49986
من المبكر جدا أن نقول إن المنطقة خرجت من لعنة يونيو ١٩٦٧ (كما نسميها نحن العرب)، أو لعنة حرب أكتوبر ١٩٧٣ (كما تسميها إسرائيل)، ولعنة أحداث غزة أكتوبر 2023، لكننى مقتنع تماما بأن غزة (التى فى القلب) عصية على الانكسار، كما أن أهل فلسطين لن يتركوا غزة هربا من العدوان الإسرائيلى الهمجى، ولن يقبلوا بالنزوح بديلا عن الدولة الفلسطينية، وأكرر أن «طوفان الأقصى» من الممكن أن يمتد إلى أهل الضفة والقدس، وساعتها ستكون الكلفة على إسرائيل أكثر إذا لم توقف حربها الواسعة، وإبادتها الشاملة لأهل غزة. العرب لم يغسلوا أيديهم من الصراع العربى- الإسرائيلى بقرارات جامعة الدول العربية الأخيرة القوية، والواضحة، والتى يسجلها التاريخ لهم، والتى سوف نقف جميعا لها احتراما فى الأيام الحالية، والسنوات المقبلة، والتى أعلت مكانة، وقيمة جامعة الدول العربية فى نظر شعوبها، والعالم كذلك، حيث تنص هذه القرارات على وقف العدوان على غزة، ووقف الحصار لها، وإمدادها بالمساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، ووقف كل ما يقوض عملية السلام العادل، والشامل، وحل الدولتين، وحتى يرضى المجتمع الدولى، والأمريكى، ويفهم، فإن العرب كذلك أدانوا قتل كل المدنيين (على الجانبين)، فيجب أن يشيد العقلاء (عربيا وعالميا) بهذه القرارات، ونسعد جميعا فى منطقتنا بالإجماع العربى، فى الوقت الذى مازالت إسرائيل تُهزى بالانتقام، والمتطرفون بها يصرخون بصيحات بـ”يوم التوراة” الذى يعتبرونه هدية الله لهم، فهل لم تَعتبر إسرائيل بعد ٥٠ عاما على حرب أكتوبر؟.. سؤال برىء للعقلاء فى إسرائيل علهم يفكرون حتى نخرج من هذه الكارثة الإقليمية، بل العالمية. وفى الأخير أوقن أن ما تفعله حماس ليس حربا ضد إسرائيل، بل حالة من رد الفعل، وثأر للشهداء الفلسطينيين، بحثا عن إطلاق سراح الأسرى فى السجون الإسرائيلية، لكن حماس تفاجأت بانكشاف وهشاشة الوضع الأمنى، والاستخباراتى الإسرائيلى، وأكاد أجزم أنها لم تتوقعه، وتلك هى الحقيقة التى يجب أن تفهمها، وتعيها جيدا إسرائيل وأمريكا، والتى كشفتها الأحداث بعد ذلك.
