بايدن وترامب فى غزة !

الأثنين 1 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 49987
كانت صورة البيت الأبيض الأمريكى عندما اندلعت أزمة غزة مرتبكة ارتباك اليمين الإسرائيلى الذى يحكم بزعامة بنيامين نيتانياهو، وهذا أمر غريب إلى حد كبير، حيث تمثل هذا الارتباك فى تصريحات الرئيس جو بايدن التى اتهم فيها حركة حماس بقطع رءوس الأطفال!، وكانت بمثابة تصريحات شعبوية بالغة التهافت، ولا تليق بـالرجل الكبير!، ولكنها حدثت، ولا يخفف منها تراجعه عنها بعد ذلك، أو تبريرها.
لقد كانت ادعاءات بايدن بناء على مزاعم مسئولين، أو تقارير إعلامية لم يتحقق منها الرئيس الأمريكى، أما الرئيس السابق دونالد ترامب فقد اتسم بالصراحة فى نقده لرئيس الوزراء الإسرائيلى، ووزير دفاعه، وأجهزة استخباراته، لكن لم يكن لائقا بالبيت الأبيض نقد هذه التصريحات، وهذا الموقف جعل اليسار الأمريكى شريكا لليمين الإسرائيلى فى هذه العملية الدموية التى تحدث الآن فى قطاع غزة ويشهد عليها العالم كله أنها من أبشع الجرائم التى ترتكب ضد الإنسانية، وضد حقوق الإنسان، ولا يمكن تبريرها، أو التخفيف من آثارها بتوجيه الاتهام لفصيل يمينى متطرف (إسرائيلى)، أو فلسطينى (حماس).
لكن ما يدعو للدهشة، وكان محل استغراب كبير هو هذا اللقاء الذى جمع بين اليمين الإسرائيلى واليسار الأمريكى، فى حين أن اليمين الأمريكى، ممثلا فى ترامب، يتبرأ منه، ويشيد بـ«حزب الله»، برغم أن هذا اليمين هو الذى خطط لقتل القائد الإيرانى قاسم سليمانى، ونفذه، وكشف ترامب عن أن نيتانياهو لم يشاركه فى هذه العملية، رغم أنه دعاه، إلا أن اليمين الإسرائيلى الذى رفض السلام، وعاقب الفلسطينيين، وأوقف مفاوضات حل الدولتين استمرأ حلا آخر لترامب لإقامة علاقات ثنائية عربية- إسرائيلية على حساب الفلسطينيين كتمهيد لعملية السلام، وهذا ما حدث، وكان بايدن يريد استكمال هذا المسار الصعب الذى لا يقبله العرب، إذ لا حل للمشكلة الفلسطينية إلا كما اتفق الأوائل من الزعماء العرب (السادات، ومبارك، والملك حسين، والملك عبدالله بن عبدالعزيز)، ومن الجانب الإسرائيلى (رابين، وبيريز، وحتى بيجين).. وغيرهم، هذا الاتفاق الذى ينص على (الأرض مقابل السلام).. وغدا نكمل الحديث.
