مواقف ملهمة لغزة..!

الأثنين 22 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 50008
لم يتخيل العالم ما تفعله إسرائيل فى الأطفال، والنساء، والشيوخ، والمدنيين عموما فى غزة، بالطائرات، والأسلحة الفتاكة، فالقتل، والإبادة الجماعية ألهما العالم ليقف ضد هذا الجبروت، وتلك القوة المنفلتة من أى قيم، أو قوانين.
لقد نشرت أمس الأول استقالة كريج مخيبر، مدير مكتب نيوريوك للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، التى فندت أكاذيب إسرائيل، وقبل أيام استقال جوش بول، مدير مكتب شئون الكونجرس والشئون العامة فى مكتب الشئون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأمريكية، من منصبه، وقال الرجل إن ضميره، وأخلاقه لا يسمحان له بأن يكون فى إدارة تقدم الدعم، والأسلحة الفتاكة لإسرائيل لتقتل بلا أخلاق، ولا ضمير، ولا إنسانية، ووصف السلوك الأمريكى بأنه رد فعل متهور قائم على الإفلاس الفكرى، ولعلى هنا أتوقف أمام صوت قادم من بريطانيا، جريمى كورين، رئيس حزب العمال السابق بها، الذى لم يكتفِ بمهاجمة إسرائيل، وأمريكا، بل طالب السياسيين فى كلا البلدين بعدم تسويغ ما وصفه بجرائم الحرب، أو الجوع، والحرمان من الدواء، التى يفرضها الاحتلال الإسرائيلى بقوته على المحاصرين فى غزة.
كما أتوقف كذلك أمام موقفين فى غاية النبل، الأول من أنس جابر، الرياضية التونسية التى يلقبونها فى بلدها بـسفيرة السعادة، والمصنفة السابقة عالميا فى التنس، والتى خرجت بعد مباراتها الممتعة فى البطولة التشيكية، والفوز، رافضة الاحتفال، وقالت إن الوضع فى العالم لا يجعلنى سعيدة..من الصعب رؤية الأطفال، والرضع فى غزة يموتون كل يوم، أما الموقف النبيل الثانى فهو من الفنانة الجميلة ذات الإنسانية البالغة، والأكثر تتويجا بالأوسكار(أنجلينا جولى) التى وصفت غزة فى وضعها الحالى بأنها أصبحت مقبرة جماعية بواسطة الطائرات الأمريكية والإسرائيلية، وقالت إنها ستعتزل الفن بعد أن تنتهى من درة أعمالها القادمة (كليوباترا)، ملكة النيل، وأريد أن أهدى هذا العمل إلى شعوب الشرق الأوسط، ومصر.
تحية إلى أنس وأنجلينا لموقفيهما النبيل والإنسانى الذى وجه الجميع إلى ضرورة الاهتمام بالجانب الإنسانى لما يحدث فى غزة من إبادة جماعية للسكان الأبرياء الذين وقعوا ضحية الانتقام من قبل الاحتلال الإسرائيلى.
