غزة.. وأوباما.. ونصر الله!

الأربعاء 24 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 50010
الحرب على غزة إقليمية، وشبه عالمية، بمعنى أنها تشمل الجميع، رغم أن طرفىّ الصراع هما إسرائيل، وحماس، وبينهما الشعب الفلسطينى الذى يدفع كل الأثمان بدماء أطفاله، ونسائه، وشبابه، وشيوخه، وتهدم مدينته الغالية، لكن بعد أن تخفت وتيرة حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة ستكون هناك، بالتأكيد، ترتيبات مختلفة، بل جذرية، حيث لن يظل القطاع نهبا لتدمير إسرائيلى دورى (كل عامين على الأكثر)، وبالتأكيد الكثيرون سوف يُحاسبون، سواء فى الداخل الإسرائيلى، حيث ستقتلع الحرب اليمين المتطرف الذى استأسد ٢٠ عاما، إن لم تكن هناك حسابات أخرى، لأنهم عرّضوا كيانهم لأسوأ الاختبارات، أو على الصعيد الفلسطينى، حيث التغيير سيكون كبيرا، فلن يقبل فلسطينى، أو فلسطينية، بعد اليوم، الانقسام بين الضفة وقطاع غزة، أما على الصعيد العربى، والإقليمى فإن التطورات مستمرة، وسنرى تغييرات فى السياسات، والتى نلاحظها بدقة فى بعض الدول، وستكون القمة العربية المقبلة مسرحا كاشفا لكثير من الأوضاع التى تحتاج إلى تغيير.
ولعلى هنا ألتقط من طلة الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما كل هذه المتغيرات (علينا أن نعترف بأننا جميعا متورطون، وأنه لا أحد يداه نظيفتان مما يحدث، وأننا متواطئون إلى حد ما، والاعتراف بالحقائق المتناقضة هو طريق الحل، فمن المستحيل أن تكون محايدا فى مواجهة هذه المذبحة، والعائلات الحزينة تعرض علينا حسابا أخلاقيا، لأن ما يحدث سببه عقود من الفشل فى تحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والاعتراف بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية).
لقد كان أوباما يتكلم مثل مصر، طوال عقود، والتى تنبه العالم إلى قضية فلسطين، وحذر إسرائيل من أن أى إستراتيجية عسكرية تتجاهل الخسائر البشرية للحرب يمكن أن تأتى بنتائج عكسية فى نهاية المطاف، أما حسن نصر الله، أمين حزب الله اللبنانى، فكان موقفه صعبا للغاية، فلم يستطع أن يقود محور الممانعة نحو الحرب، واعترف بخسائرها، ووقف على موقف الدعم، وهكذا أثبتت قضية فلسطين تفردها، وأعتقد أن العودة لخطابىّ أوباما ونصر الله تكشف الكثير من المتغيرات الإقليمية، والعالمية لما بعد حرب غزة ٢٠٢٣ على المنطقة، والعالم.
