2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الفلسطينيون ليسوا وحدهم..!

الأحد 28 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 50014
انعقدت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية فى الرياض أمس، وحرب الاحتلال الإسرائيلى المجنونة على غزة مستمرة بعد تطورات، وقمم متتابعة، ولقاءات سياسية مع كل الزعماء العرب، حيث وجهت رسالة للعالم، الذى مازال يقف مذهولا من المشهد، والدماء الغزيرة، والمجازر التى يرتكبها الاحتلال فى غزة- هذه الرسالة هى أن الكل يحمل علم فلسطين، وأنه لن يسقط، وأن المرحلة المقبلة لا صراع فيها، ولا تنافس حول القيادة، والزعامة، بل حول الدولة، ومستقبل فلسطين. هذه الكلمات لا أقولها من وحى القمم المتتابعة، أو الحرب، واللقاءات السياسية مع كل زعماء العالم، منذ اندلاع حرب الاحتلال على غزة، ولكن من وحى دماء الأطفال، والشباب، والنساء، والشيوخ التى تؤرقنى، والتى سوف تلاحق لعناتها الضمير الإنسانى وتؤرقه لسنوات مقبلة، لأن المذابح، والمجازر التى تحدث للفلسطينيين فى غزة وصلت إلى الذروة، ويجب الانتباه لما يعقب ذلك على الجميع، لانها ليست فى رقبة إسرائيل وحدها، بل من سمح لها بذلك، ويدعمها، فحينما جاء الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى تل أبيب فإن مجيئه ليس داعما فقط، ولكن شريك فى الحرب، والدماء السائلة. لقد أفرزت القمة العربية الإسلامية للعالم أن لفلسطين عنوانا (فلسطين عربية)، وأن العرب هم المعنيون بحل قضيتها، ولن يتأخروا لما فى ذلك من اتصال بمستقبلهم، وأمنهم القومى، والإقليمى إذا أرادوا أن يحافظوا عليه، ويتحملوا مسئولياتهم، كما كان واضحا منذ اشتعال حرب الاحتلال على غزة أن الدبلوماسية العربية قد بلورت لإسرائيل، وأمريكا، وأوروبا أنها لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وأن العرب لن يتركوا أشقاءهم الفلسطينيين وحدهم بحجة تصفية الإرهاب، وأن ما سبق الاتفاق عليه حول داعش، والقاعدة لا ينطبق على حركات المقاومة الفلسطينية حتى لو أخطأت، كما نجحت الدبلوماسية العربية فى تلجيم رؤية اليمين الإسرائيلى المتطرف (تغيير كامل الشرق الأوسط) عبر المجازر، والانتقام (الهتلرى) من حماس بإبادة أطفال غزة، وعمليات (الترانسفير) لأهلها لدى (مصر والأردن)، وتصدت لتلك الرؤية الحمقاء بتكوين موقف عربى واضح لوقف العدوان على غزة، وحماية أهلها، وإعانتهم، والبحث عن حل جذرى، وسياسى سريع لتلك القضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى