مستشفيات غزة..!

الأربعاء 1 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50017
لا حياة من دون مستشفيات، خاصة فى حالة الحرب، أو العدوان السافر من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، ومطالبتها المواطنين العُزل بإخلاء المستشفيات، ذلك المطلب المنافى لكل القيم الدولية، بل قيم الحروب، والعدوان، ويعد جريمة ضد الإنسانية لا تموت، ولا تسقط بالتقادم.
نعم، جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان تُقدم للمحكمة الجنائية الدولية التى مازلنا نأمل هى والمجتمع الدولى فى تحركهما، خاصة أنها ستظل عالقة فى الضمير الإنسانى لا تغيب، ولن تموت، فالحرب التى دارت، أو تدور حول مجمع الشفاء الطبى، ومن قبله حول المخيمات التى تعرضت للحصار، والقصف العنيف، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائى، هى من قبيل جرائم الحرب، والعدوان التى لا تخطئها عين، وأى ضمير إنسانى يبحث عن العدالة.
لقد كانت صور الرضع الذين ماتوا داخل الحضّانات مخيفة، وقاتلة، ورسالة مُدوية للعالم أجمع، فقد تزايدت جثث الضحايا من الأطفال الذين كانوا رمز هذه الحرب، أو عدوان الاحتلال الإسرائيلى القذر على الشعب الفلسطينى، والذين ضربوا الرقم القياسى للضحايا فى أى حروب أخرى استغرقت سنوات، أو عقودا، حيث لم يُقتل فيها أطفال بالأعداد الكثيفة التى قتل بها أطفال غزة فى العدوان الراهن، وإذا أردنا أن نضع لهذه الحرب عنوانا فسيكون «الحرب على أطفال غزة».
أعتقد أن ما تفعله إسرائيل فى عدوانها على غزة يجب أن يفهم المجتمع الدولى أنه يُعرّض ليس منطقة الشرق الأوسط للخطر فقط، بل العالم كله إلى ما لا تُحمد عقباه.. إلى مخاطر تسليم المجتمعات لحالات حروب لا تنتهى، ولا يمكن أن يدفع الشرق الأوسط الذى سعى إلى سلام إقليمى أخطاء قيادات إسرائيل المتطرفة، والبعيدة كل البعد عن قيم التعايش، والاستقرار الإقليمى.
يجب على أمريكا، والغرب الأوروبى أن يتحركوا لوقف هذه الحرب الإسرائيلية المجنونة، وتغيير القيادات المتطرفة فى تل أبيب التى تدفع الشعوب للحروب وليس الجيوش وحدها، وبهذه المناسبة أحيى المحامى الدولى الفرنسى جيل ديفرز الذى جمع فى ١٠ أيام ٣٠٠ محامٍ من كل قارات العالم لمحاكمة إسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين.
