2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

المصريون ينتخبون

السبت 18 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50034
لن تستطيع أن تقيس قوة الدولة، ومناعتها السياسية، والاقتصادية، وتماسكها الاجتماعى إلا فى وقت الأزمات، ولا شك أن وصولنا إلى خط النهاية، وبدء المعركة الانتخابية الرئاسية أمس مع المصريين العاملين بالخارج، أو الموجودين هناك فى سفاراتنا، سواء بالمنطقة العربية، أو أوروبا، وأمريكا- هو المحطة الأولى لهذه الانتخابات المهمة لمستقبل بلدنا.

أعتقد أن انتخاب الرئيس من أهم الاستحقاقات السياسية أمام المصريين فى المرحلة المقبلة، وإجراء الانتخابات الرئاسية، التى تضم ٤ مرشحين لهذا الموقع، هو الأهم فى خريطتنا السياسية، فى وقت احتداد أزمة حرب غزة على حدودنا مباشرة، وما اكتنف مصر من مخاطر جمة، وخطيرة، أهمها تصفية القضية الفلسطينية بتهجير ملايين الغزاويين تحت وقع الضرب الوحشى، والحصار الهمجى المستورد من القرون الوسطى بمنع المياه، والطاقة، وضرب المستشفيات، وتقسيم المدينة بين (شمال وجنوب)، وتهجير الملايين من أطرافها.

لقد كانت معركة مصر فى حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة من الحروب الخطيرة على مستقبلنا، وتاريخنا، حيث أوقفنا التهجير، ومنعنا التصفية، وكانت الهدن المتعاقبة الإنسانية، تطورا خطيرا، ومثيرا لمستقبل القضية الفلسطينية ككل، ونجحت الحكمة، والسياسة المصرية، والواعية، فى الأيام الأولى للحرب، فى الحد من تأثيراتها وتداعياتها على الأمن القومى المصرى، ومستقبل فلسطين، ونجحنا فى حماية الشرق الأوسط من الاشتعال. وسط كل هذه الأحداث الصعبة لم تتوقف الحركة فى مصر عن التعمير، والتنمية، وهو مسار لا تحيد عنه، والأهم الآن أن الاستحقاق الرئاسى وصل إلى محطته الأولى، وها هم المصريون فى الخارج يقفون سدا منيعا مع مصر، وقيادتها، ويلتفون حول وطنهم، لأن وقفتهم اليوم، وأمس، وغدا، (3 أيام)، ستكون رسالة قوية للوطن: نحن معك، نحن نريد لمصر مزيدا من الاستقرار، وانتخاب الرئيس، وإتمام هذا الاستحقاق وسط هذه الظروف الصعبة حدث سياسى يجب أن نحتفل به، ولكن احتفالنا مؤجل، حتى ننتخب الرئيس بكامل إرادتنا، وبحرية مطلقة ترعاها لجنة انتخابية قضائية على أعلى مستوى.

رسالة الانتخابات للداخل المصرى، والعالم كله أنها تعبير عن وحدة المصريين، وقدرتهم على إنجاز مهامهم، ورغم صعوبة الأحداث فإننا نرى المستقبل فى هذه الانتخابات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى