الشرق الأوسط.. «وكوب ــ ٢٨»

الأثنين 20 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50036
اجتمعت قارات العالم بدبى فى المؤتمر العالمى (كوب- ٢٨) لإنقاذ الكرة الأرضية من الاحتباس الحرارى، والممارسات البيئية الكارثية التى تُؤذى الإنسان، وكانت الصورة واضحة للتلاقى بين مدينتى شرم الشيخ المصرية ودبى الإماراتية، وما بين كوب- ٢٧ و٢٨ فى التسليم والتسلم، والتعاون العربى، والإقليمى، والعالمى البارز.
لقد انتهز الزعماء العرب، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، لقاء المناخ العالمى لإنقاذ الشرق الأوسط ، والمنطقة العربية من العدوان الإسرائيلى على أهل غزة، عبر لقاءات سياسية مباشرة مع زعماء العالم فما يحدث فى غزة مذبحة لم يشهدها هذا القرن من قبل، وإذا كان الزعماء يلتقون اليوم لمنع عدوان الإنسان على الطبيعة، والبيئة، وحماية المناخ، لأننا لا نملك إلا كرة أرضية واحدة نعيش عليها، فمن باب أولى حمايتها من العدوان الهمجى البشع الذى يهجر الإنسان، ويدمر البيئة، ويقتل الأطفال، ويمنع الحياة.
إن إسرائيل بأفعالها القميئة تبدوصغيرة أمام العالم، ومعزولة عن محيطها رغم العلاقات التى أقامتها، بل تبدو قاتلا للإنسان، ومهجرا لما يقرب من 2٫5 مليون فلسطينى تقطعت بهم سبل الحياة، كما تصنع إسرائيل فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية بؤرة للكراهية، والصراعات الممتدة، معتمدة على السلاح الذى تمدها به أمريكا ليس للحرب ولكن لقتل المدنيين، والأبرياء، كما أن نيتانياهو يريد أن يسحب أمريكا معه إلى حرب إقليمية واسعة، ولا نهاية لها، وليس لها أى مبررات، أو أسباب إلا إنقاذ نفسه من المحاكمة، وحكومته من السقوط الداخلى، كما أن أمريكا لا تدافع عن إسرائيل، بل تدافع عن حكومة فى إسرائيل، وبذلك فإن نيتانياهو يُقزم الدولة العظمى، ويزيد من كراهية شعوب الشرق الأوسط لها، لأنه لا يريد التسليم بحقوق الشعب الفلسطينى.
أعتقد أن الهزيمة السياسية، والعسكرية الإسرائيلية أمام المقاومة الفلسطينية ثقيلة، ولم يعد أمام حكومة نيتانياهو شىء إلا التسليم بها، واستكمال المفاوضات معها لاسترداد الأسرى، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى، وأخيرا، كل التحية لأطفال ونساء غزة، وكل أهل فلسطين الذين أثبتوا لآلة الحرب الأمريكية- الإسرائيلية فشلها، وهمجيتها، وسوف يجبرونها على التسليم بحقوق الشعب الفلسطينى.
