رد ساويرس..!

الأربعاء 22 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50038
أعجبنى رد نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصرى، على مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأمريكى، الذى قال فى تجمع بالولايات المتحدة مؤيد للاحتلال الإسرائيلى فى حربه القذرة على أهلنا فى غزة «بصفتنا مسيحيين نعتقد أن الكتاب المقدس يعلمنا بوضوح شديد أننا يجب أن نقف مع إسرائيل» وكان رد ساويرس مُفحما، وهو «كمسيحيين يعلمنا الكتاب المقدس أن نكون عادلين، ونقف مع الحق ضد الظلم، وأن نعدل.. والحق والعدل يقتضى أن يأخذ الفلسطينيون حقهم فى أرضهم، ووطنهم، وبالتالى لا نقف مع إسرائيل».
لكن، بعيدا عن الأديان، يجب أن نتوقف أمام قضية الحق، حيث اعترفت إسرائيل بحق الفلسطينيين فى دولة بالأراضى المحتلة بعد ١٩٦٧، وبذلك صكت إسرائيل حقا للفلسطينيين فى أراضيهم بأنها كلها ليست ملكا لإسرائيل، وقد عاد الراحل ياسر عرفات إلى رام الله بناء على ذلك، وكانت أوسلو التى اعترفت بالدولة الفلسطينية، لكن إسرائيل لم تعطِ الحقوق إلى عرفات الذى اعترف بها، وبدأ معهم تاريخا جديدا لما بعد 1967.
لقد عاملت إسرائيل الأراضى المحتلة باعتبارها كلها ملكية للدولة التى أُنشئت فى ١٩٤٨، وأقامت المستوطنات على أراضى فلسطين من البحر إلى النهر ملكا لإسرائيل كلها.
وصادرت إسرائيل حقوق منظمة التحرير الفلسطينية ولم تعطها ما اتفق عليه (دولتان على أراضىٍ فلسطين)، وجاء خليفته محمود عباس، شريك عرفات، والمؤمن بالسلام، إلى أن جاء بنيامين نيتانياهو منذ ١6 عاما على أنقاض أوسلو، وهو قاتل رابين الذى سار فى مسار (السلام، وحق الفلسطينيين)، وهذا العام (2023) تفجرت الأراضى المحتلة فى غزة والضفة تحت أقدام إسرائيل، ودخلنا فى حرب (أكتوبر) ، وهذا الشهر (ديسمبر)، ونحن فى عز الحرب، يكون قد مر شهران وهم يقتلون الفلسطينيين فى غزة، كما دمروا مليون فلسطينى فى نكبة جديدة.
إننا لا نريد أن نسلم قضية الحق الفلسطينى فى الدولة للمعتقدات، فهى قضية تحرير أرض، ودولتين على أرض فلسطين عكس ما يريده رئيس الحكومة الإسرائيلية، ويمينه المتطرف الذى يكرس العداوة، والصراعات بين الأديان، والأوطان، ولا يقبل السلام، والتعايش.
